ما علاقة الارتجاع المريئي بالحالة النفسية؟

2018-11-27 05:32:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، تم تشخيص حالتي بالارتجاع المريئي بعد إجراء المنظار، عانيت لعدة سنوات قبلها من الحموضة، أصبت 3 مرات في فترات متقطعة بغثيان حاد، وعلى وشك التقيؤ، ورعشة، ومزاجي يصبح سيئاً جداً ويشبه الاكتئاب، وشعور باليأس والفشل، وعدم القدرة على فعل أي شيء، وأفكار سوداوية، وأصبح منهارا، وأتذكر كل الذكريات السيئة، لدرجة أنني أنهار باكيا لنصف ساعة أو أكثر أحياناً دون سبب معين.

كانت هذه الأعراض تستمر مع الغثيان ليومين أو ثلاثة، ثم أعود للوضع الطبيعي، وفي المرة الرابعة حدث نفس الأمر ولكنه استمر ولا يزال مستمراً إلى رابع شهر حتى الآن بنفس الأعراض، ولكن بشكل أخف، فيما عدا الأعراض النفسية، فهي أقوى وأكثر تأثيراً.

المرة الرابعة حدثت خلال فترة وفاة شخص عزيز جداً بالنسبة لي، ولا زال موت هذا الشخص يؤثر بي حتى اليوم.

حالياً أتناول دواء امبرازول 40 mg مرة في اليوم منذ أكثر من 3 أشهر، ودواء انتيبسين 1 g مرة في اليوم، والأعراض بصورة أقل، ولكن الحالة النفسية تتحسن أحياناً، وعلى الأغلب في الصباح، ولكن في الليل تسوء حالتي، وأحياناً تسوء كثيراً.

بعد الأكل يظهر بعض الألم البسيط جداً في منطقة أعلى البطن (وفم المعدة)، ومعه يسوء مزاجي، وأبسط تغير في الحالة النفسية من توتر أو قلق أو خوف تتضاعف معه كل الأعراض، والألم أيضاً يزيد، وليس لدي شيء معين يوترني أو يقلقني، ليست لدي مشاكل، وأنا غير مدخن ولا أتعاطى أي شيء غير الذي كتبت.

كما أن طبيبي لم يأخذ الوضع النفسي بعين الاعتبار؛ لأن الكثير من الأطباء في بلدي يهملون الجانب النفسي بعض الشيء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشاطرك الرأي بأن كثيراً من الأطباء ليس في بلدك بل في الشرق الأوسط بصورة خاصة، وفي العالم بصورة أقل لا يعطون الجانب النفسي من الأمراض الاهتمام الكثير، وهناك دراسات كثيرة أجريت في هذا الشأن، ووجد أن تقريباً 60% من المرضى الذين يراجعون المراكز الصحية الأولية تكون أعراضهم ذات منشئ نفسي، ويفشل الأطباء في اكتشاف هذا الشيء مما يقلل من فرصهم في تلقي العلاج النفسي المناسب، وأيضاً يؤدي إلى إجراء مزيد من الفحوصات، وإعطاء أدوية لا تعالج مشكلتهم الرئيسية.

أما إذا رجعنا إلى حالتك فنجد من الأول البعد النفسي للحالة، فإذا تم الانتباه لهذا الشيء فكان يجب من الأول أن تتلقى علاجاً نفسياً.

قد ظهر الجانب النفسي بصورة واضحة عند حدوث هذه الأعراض بعد وفاة شخص عزيز، وبدأ ظهور الجانب النفسي بصورة واضحة وظهور أعراض القلق والتوتر، ولذلك يا -أخي الكريم- أنصحك الآن وأنت -الحمد لله- توصلت لهذه المعلومة أن تراجع بصورة مستمرة طبيبا نفسياً، فبالعلاج النفسي إن شاء الله إذا كان علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا فسيتم معالجة معظم الأعراض التي تعاني منها، وهي ذات بعد نفسي وليست عضوية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

www.islamweb.net