القلق والتوتر وانفصام الشخصية، أمراض أعاني منها منذ طفولتي، ما علاج ذلك؟
2018-12-02 06:52:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لا أعرف كيف أصف مشكلتي، لكنني ولدت بظروف عائلية قاسية، جعلت شخصيتي مرتبكة، أعاني من قلق وتوتر شديدين يسبب خفقان القلب، كما أعاني من التعرق لأتفه الأسباب، أنظر للمشاكل دائما على أنها مصائب، وأضخمها، وأرى حياتي بطريقة سلبية جداً، رغم أن عندي عائلة رائعة وحياتي مستقرة نوعاً ما.
تعبت من وضعي، أحياناً أفكر بالانتحار لكي أرتاح، فالموت راحة، لكنني أخاف من عقاب ربي، أدعو دائما في صلاتي أن يأخذني الله عنده لأنني لا أحتمل هذه الحياة، وعندما يمرض أطفالي بمرض بسيط أكتئب ولا أنام وأبكي، لا أعرف لماذا وصل تفكيري لهذه المرحلة؟
منذ 3 سنوات أتناول البنادول نايت لأنه يساعدني على النوم، أريد حلا لأنني مرضت، وزوجي تعب مني، وأهلي كلهم يقولون: أنت أحسن من غيرك، وحياتك حلوة، وأطفالك سليمين، لكنني لا أعرف سبب حالتي، وأرغب بالتغيير للأحسن.
أضحك وأفرح وأحب عيالي وزوجي، وأحيانا أحس أني أكرههم لأنهم يأخذون كل وقتي، ثم أستغفر الله وأذكر أنها نعمة من الله، شخصيتي متناقضة، أحيانا أكون طيبة وأحب الحياة والناس، وأحيانا العكس تماما، وأفكر بالناس من حولي وكيف أرضيهم، ولا أزعلهم، وهذا الشيء أرهقني جدا، وسبب لي مشاكل كبيرة.
المعذرة الكلام كثير، لكنني كنت أحتاج للحديث، وأحتاج منكم النصيحة قبل أن يتطور وضعي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم قد يمر الشخص في طفولته وتربيته بظروف قاسية وصعبة تُؤثِّر في حياته مستقبلاً، إذ ينشأ الشخص فاقدا للثقة، كثير القلق والتوتر، علاقاته مضطربة مع الآخرين، مزاجه متقلِّب، وقد يؤثِّر هذا على علاقته مع الآخرين، أو يؤثِّر على أدائه، ولكن يمكن علاج هذا الشيء ولو كان له سبب أو منشأ منذ الصغر.
والعلاج في الغالب يكون علاجًا نفسيًا، ويحتاج إلى زمن -أختي الفاضلة- ويجب الصبر على ذلك، علاج نفسي من خلال جلسات أسبوعية، يقوم المعالج النفسي فيها بإعطائك جرعات من تقوية الذات، ومهارات للتعامل مع هذا القلق والتوتر وتقلُّب المزاج.
وكما ذكرت، هذا يحتاج إلى وقت، ولكن نتائجه في كثير من الأحيان مضمونة، فقط هناك عنصران: المعالج النفسي الكفؤ والزمن، وهناك أدوية أيضًا يمكن أن تُساعد، وبالذات الأدوية من فصيلة SSRIS، فهي مضادة للاكتئاب في المقام الأول، وتُساعد في أعراض الاكتئاب الناتجة من مشاكل الشخصية، وأيضًا تُعالج أعراض القلق والتوتر، ويجب أن يأخذها الشخص تحت إشراف طبي، لاختيار النوع من الأدوية المناسبة، والجرعة المناسبة، والمدة المناسبة.
وفقك الله وسدد خطاك.