والداي يريدان أن يزوجانني ممن لا أحبها، فما الحل؟
2018-12-09 07:21:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب أرغب في الزواج، وأبي وأمي يريدان مني الزواج من فتاة لا أحبها، وهما لا يرغمانني لكنهما مصران على هذه الفتاة، هم يحبونها وهي فتاة نحسبها صالحة، ومتدينة وملتزمة أشد الالتزام، وحافظة للقرآن الكريم، ومتعلمة وعاقلة جداً، ومن عائلة مرموقة وذات مستوى مادي عال، لا يعيبها شيء حتى إنها تحبني أشد الحب، غير أني لا أجد القبول ناحيتها.
قد رأيتها في الرؤية الشرعية فقط ولم أجد في قلبي شيئاً ناحيتها، حتى إنني ظللت أحدثها بعلم أهلها وأهلي من خلال الهاتف، محاولة منهم لكي أقترب منها أكثر لعلي أحبها، وقد أخبرتهم منذ البداية أنها لا تعجبني وما زالا مصرين أنني مخطئ وأني بمجرد أن أتزوج سأحبها، وأني لن أجد مثلها.
لذا أود النصيحة أولاً؛ لأني فعلاً أخشي أن أسبب لوالدي أي أذى معنوي، حتى وإن بدا لي منهما غير ذلك، خاصة وهما على مستوى عال من رجاحة العقل، ثم إني أخشى إن تركتها ألا أجد أخرى بنفس هذه الميزات.
كذلك أخشى أن أسبب لها هي الأذى بتركي لها، وهي تحبني منذ أعوام بدون علم مني، ولكنها أخبرتني بعد ذلك وقد بكت مرات عديدة وخشيت أن أتركها، وكنت أحاول أن أقنعها بغير ذلك، لكنها تستطيع أن تستشفع من حقيقة ما يبطنه قلبي، وتحاول مرات عدة أن ترفع عني الحرج بقولها إن كنت فعلاً لا تريدني ولكنك تخشى أن تخبرني فلا بأس يمكنك أن تخبرني، ولكني أنفي ذلك، لكن حقاً أشد ما يقلقني ويهمني أشد الهم هو حزن أمي وأبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فطالما أن الفتاة بتلك الأوصاف، ووالديك بتلك المكانة من الفهم والاستيعاب ورجاحة العقل، أنصحك أن تعيد النظر في موقفك من قبول تلك الفتاة، وأن تبحث عن جوانب الخير فيها، وأن تعيد النظرة الشرعية إليها مرة أخرى، ثم تصلي صلاة الاستخارة ركعتين ثم بعد السلام تدعو بدعائها، وهو: ( اللهمّ إنّي أَستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب، اللهمّ إن كنت تعلم هذا الأمر -ثمّ تسمّيه بعينه- خيراً لي في عاجل أمري وآجله وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه، اللهمّ وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وفي عاجل أمري وآجله فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضّني به).
إذا اطمأنت نفسك لقبول تلك الفتاة فاقبلها وتمم الزواج بها حتى ولو كان حبك لها ضعيفاً، فإن شاء الله سينمو بالتدريج بعد الزواج والتعرف عليها أكثر.
تكون بهذا قد حققت رغبة والديك طاعة وبراً بهما، وأيضاً تكون قد قبلت بالزواج من امرأة صالحة متدينة، امتثالاً لقول رسول الله الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين)، فإذا فعلت ذلك بتلك النية الصالحة فلن تجد إلا خيراً إن شاء الله، من هذه الزوجة.
طالما أنك لم تعقد عليها حتى الآن كن منضبطاً في التواصل والكلام معها بضابط الشرع؛ لأنها ما زالت امرأة أجنبية عنك، وليقتصر الكلام والتواصل معها على محاولة التعرف العام عليها، حتى تقتنع بها، وعدم التجاوز للقول المعروف المأذون به بين الرجل والمرأة الأجنبية، حتى لا تقع في الإثم والحرام.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وحبب إليك تلك الفتاة، ويسر لك الزواج منها، ورزقكم السعادة في الدارين.