لدي قريبة تسعى لإيذائي، فهل تنصحوني بأن أشتكي عليها؟
2018-12-10 08:04:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
حصلت مشكلة مع قريبتي منذ سنوات طويلة، بسبب غيبة وفتنة، وأمور كثيرة لم أكن المذنبة.
تلك الفتاة كانت شيطان بصورة إنسان، تعمل ليل نهار على الفتن والنميمة بين الناس، حتى أصبحوا يبغضون بعض، والآن أغلب الأشخاص من حولها قطعوا صلتهم بها، لكن لا أعلم لماذا هذه الفتاة تكرهني بشدة، وتغار مني، وتأتيني رسائل تهديد بالفضيحة، واتهامي بتهم باطلة، وعلاقات محرمة على هاتفي.
بالإضافة إلى تشويه سمعتي بالباطل بين الناس والكذب عليّ، واتهامي بعرضي كي لا أتزوج، حسبي الله ونعم الوكيل، وعند المواجهة وجها لوجه قالت لي حرفيا: (هكذا هي طريقة تفكيري ولن تستطيعي إثبات دليل ضدي)، وقامت بالتمثيل أني ضربتها، وأنها المظلومة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تنويه فقط: كلما غيرتُّ رقمي أو هاتفي تصل إليّ، حاول الأهل الصلح لكن في كل مرة هذه الشخصية الغريبة تفتعل المشاكل حتى بدأ الكل ينفر منها، فقررت قطع العلاقة معها بشكل كامل.
أرغب برفع شكوى لكي ترتدع هذه الفتاة وتتركني وشأني، فقد سئمت من التهديدات، وأصبحت في حالة نفسية سيئة جدا، مما أثر على بشرتي وشعري وشهيتي للأكل، والآلام بقلبي، وحزن وشعور بالظلم والقهر، الآن علاقتي مقطوعة بها منذ سنوات، لكن الرسائل والتهديد تصلني بشكل مستمر، لا أرغب الآن بالصلح نهائيا مع هذه الفتاة، ولن تعترف إن تمت مواجهتها بالرسائل، وأخشى أن أتزوج، وتسعى لتدمير حياتي، هل الحل الوحيد لردعها هو الشكوى إن لم تنفع كل للطرق للحل؟
أرجو من سيادتكم التوجيه الصحيح.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال ونسأل الله أن يكفيك شر كل ذي شر، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
نحن سعداء بتواصلك للاستفسار قبل اتخاذ القرار، وهكذا تفعل العاقلات بنات الكبار، ومن تستشير تضيف عقول ووعي من تستشيرهم إلى عقلها ووعيها.
وأنت ولله الحمد طيبة عفيفة، ولن تتضرري كثيرا مما تردده تلك الفتاة، والناس سوف يحكمون بما عرفوه عنك وليس بكلامها عنك، وقد ثبت للأهل ميلها للأذية، فتعاملي مع الوضع بالإهمال، وأظهري ما وهبك الله من خصال وكمال، واستعيني بربنا الكبير المتعال، واعلمي أن عدم الرد هو أبلغ الردود، ونسأل الله أن يردها إلى الصواب، فإنها على خطر عظيم، وليتها وعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة نمام، وفي رواية لا يدخل الجنة قتات، والقتات من يزيد أو يؤلف من نفسه ثم ينقل على سبيل الإفساد).
أما بالنسبة لخوفك من تأثيرها على حياتك الأسرية المستقبلية:
فنقول لك: من يطرق بابكم جاء لأنه يعرفكم، والناس يختارون لأنفسهم ولأولادهم الأسرة والمكان الذي يجدون فيه الخير، وتوضيح مثل هذه الأمور لزوج المستقبل مما يساعد على تجاوز المحتمل المخيف.
واسألي الله أن يحسن صورتك، وأن يدفع عنك الشر وأهله، وأن يرفع قدرك، واجعلي خوفك من الله، واستعانتك بالله، وطاعتك لله، واستبشري بقول الله، "إن الله يدافع عن الذين آمنوا".
وأرجو أن تتأقلمي على الاحتمال من الأقارب مع ثقتنا أنه قد توجد بينهم عقارب، ولكن قابلي إساءتهم بالإحسان، وقطيعتهم بالوصال، وجهلهم بالحلم، وافعلي ذلك رغبة فيما عند الله.
أما بالنسبة للقريبة المذكورة:
فلا تحاولي رفع أمرها للشرطة، وحافظي على شعرة من العلاقة كالسؤال عنها إذا مرضت، وتهنئتها بالعيد، فإن ذلك مما يخفف مما في نفسها من غيرة أو حقد أو حسد، واسألي الله لها الهداية، ولا تحاولي الرد على أي رسالة، فإن في الإهمال علاج.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وفوضي أمرك إلى الله، كما فعل مؤمن ال فرعون، عندما مكروا به فكفاه الله، وحفظه وآواه، وأهلك من عاداه، قال العظيم حكاية لقصته: (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب).
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والحفظ والسداد.