طفلي كثير البكاء، سريع الملل، كيف أتعامل معه؟
2018-12-16 07:42:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا كل خير لما تقدمونه، وأسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم.
رزقني الله قبل ما يقارب سبعة أشهر بولد -ولله الحمد والمنة-، نحاول أنا وأمه أن نربيه تربية حسنة، ولكننا نواجه صعوبات كثيرة لعدم وجود الخبرة، وبعدنا عن الأهل، حيث نسكن بمدينة أخرى، استشرنا الكبار والصغار، وحاولنا قراءة الكتب والتطبيق ولكن لا فائدة، المشكلة أنه كثير البكاء، وكنت آخذه باستمرار من طبيب لطبيب، ومن مستشفى لمستشفى بجميع الأوقات، وكل طبيب يؤكد أنه سليم، وصحته جيدة -ولله الحمد-، كثير الاستيقاظ بالليل فقط، يريد أن نضع له الرضاعة بفمه دون أن يرضع منها، وفي حال سقطت منه يبكي فورا وبصراخ قوي، وعند وضعها مرة أخرى يسكت ويكمل نومه، وأحيانا عندما يبكي يريد فقط أن نطبطب عليه.
أيضا هو سريع الملل والطفش، يريد منا أن نحمله بكل الأوقات، أحضرنا له دراجة لتعليم المشي، نضعه فيها 10 دقائق ويبدأ بالبكاء؛ لأنه مل منها، وبكاؤه متواصل بصراخ وعصبية، فنأخذه نلعب معه في حضننا 5 دقائق، يبدأ بالتذمر والبكاء، يريد أن نقوم فيه، وسرعان ما يمل ويبكي، نحمله ونمشي به، وبعدها بدقائق يمل ويبكي، نرجع نضعه بالدراجة وهكذا.
نصحنا أحد الأطباء أن نهمله عندما يبكي، ولكنه يبكي بكاء مريرا ومتواصلا بدون تعب، آخر مرة وضعته بكرسي السيارة، وبعد 10 دقائق تقريبا بدأ بالملل، فأعطيناه ألعاب وبعدها بدقائق مل منها وبدأ بالبكاء بشكل خفيف، ونعطيه الألعاب يرفضها، وعندما لا نعير له أي إهتمام يبكي بصوت عال دون توقف، ويحمر وجهه، دون أن نعير له أي اهتمام، وحسبت له مدة بكائه وكان 28 دقيقة، حتى تعب ونام، وفي بعض المرات كان عندما يبكي آخذه عند أمه وينبسط، ولكن كان يطفش بسرعة أيضا.
اليوم أيضا طفش من الجلوس بالخلف، وبدأ بالبكاء للمدة ذاتها، ووقتها كنت قد وصلت البيت، وبمجرد أن وضعت يدي على الحزام لفتحه وحمله سكت وبدأ بالضحك، كثرة بكائه وعناده وسرعة ملله أثرت علي وعلى أمه، خصوصا أن أمه حامل أيضا الآن، علموني وانصحوني لأنني حاولت معه كثيرا، وأخشى أن أتركه يبكي لمدة طويلة يتأثر، مع العلم أننا لا نجعله يشاهد التلفاز أو الجوال حرصا على التربية الجيدة.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله تعالى لهذا الابن الصحة والعافية، وأن يجعله قرة عين لكما، هذا الطفل فحصه الأطباء وأكدوا لكم أنه طفل سليم، والذي أراه أن الطفل قد تعود على منهج تربوي معين كان حين يصرخ ويبكي يكون رد فعلكما بحمله، وهذا رد فعل طبيعي، وكثير من الأمهات أيضاً يقمن بإسكات الطفل عن طريق إرضاعه، فالطفل يتدرب على هذا السلوك، والطفل يدرك حتى وإن كان صغيراً، وحاجته البيولوجية هي الأساس في تواصله مع العالم الخارجي.
أعتقد أن هذا الابن -حفظه الله- قد تعود على أساليب الإسكات من البكاء إما بحمله وملاعبته أو بإرضاعه، ومن الصعب جداً على الإنسان أن يقبل بدائل أخرى في مثل حالته، لكن بالتدريج يمكن أن يعلم، ويمكن أن يطور، وذلك بتجاهل الحالة بقدر المستطاع، أنا أعرف أن ذلك صعب جداً على الآباء والأمهات، لكن دعوه يبكي ما دمتم متأكدين أنه قد تناول وجبته، وأنه ليس في حاجة إلى طعام، وأنه -الحمد لله- في صحة جيدة فاتركوه يبكي، وبعد ذلك سوف يسكت، وهذا يتطلب منكم شيئا من الصبر، وبعض الأحيان كثرة إرضاع الطفل يؤدي إلى اضطرابات معوية، وتكثر لديه الغازات، وهذا أيضاً قد يجعل الطفل يبكي ويصرخ، أنا أعتقد أن الأمر عادي وطبيعي جداً -وإن شاء الله تعالى- الطفل سوف يتدرب على المنهج الجديد، وهو أن لا نسكته عن طريق الرضاعة أو الحمل بقدر المستطاع.
أما بالنسبة لمنعه من مشاهدة التلفاز أو الجوال، أعتقد مشاهدته هذه الأشياء بوسطية، وأن لا تكون وسيلة لإسكاته -لا بأس في ذلك من وقت لآخر-، لكن يجب أن لا تكون هي الوسيلة التي نسكته ونجعله لا يبكي من خلالها، بعد أن يبلغ العام أعتقد أن الأمور سوف تتغير، هنالك ألعاب تعليمية تربوية مفيدة جداً للطفل، وإسكاته من خلال هذه الوسيلة وشد انتباه دائماً أفضل، أيضاً الطفل يحتاج للرقية الشرعية، في بعض الأحيان الآباء والأمهات يجهلون أن يرقؤا أبنائهم، اقرؤوا عليه سورة الفاتحة، الإخلاص، المعوذتين، آية الكرسي هذا أمر مفيد وقد جربه الناس.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.