الوساوس أضاعت وقتي الدراسي، كيف أتخلص منها؟
2019-01-23 09:23:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندي وسواس طهارة وصلاة، وتردد في اتخاذ القرارات، فعندما كنت في الثانوية أضعت سنة من عمري، لأنني لم أعرف أعرف كيف أحدد تخصصي، هل أتخصص العلوم أم الرياضة؟ ولما دخلت الكلية وتخصصت أفكر بتغيير تخصصي، وستضيع علي سنة أخرى، ولذلك يؤثر علي الوسواس والتردد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك -أخي الكريم- ورداً على استشارتك أقول:
ليس هنالك أحد لا تأتيه الوساوس، فالشيطان هدفه إغواء بني آدم وتنغيص حياتهم، غير أن الموفق من تجاهل تلك الوساوس واحتقرها ولم يسترسل أو يتحاور معها، فالشيطان ضعيف وكيده واهن، ولا يقدر على مواجهة عباد الله المؤمنين، ولذلك يلجأ إلى الوسوسة، فمن أبدى ضعفه أمام الشيطان أوشك أن يستولي عليه، وعلامة ضعف الإنسان أمامه أن يتقبل تلك الوساوس ويصغي لها ويصدقها، ويتحاور معها وهذا هو ما يريده الشيطان، ولعلك تدرك أن الشيطان عدو لدود وقد حذرنا الله سبحانه منه، وأمرنا أن نتخذه عدوا، فهل من العقل والمنطق أن نصغي لعدونا ونتقبل ما يوسوس به في أنفسنا؟
علاج الوسوسة يسير جدا لمن وفقه الله لذلك، وهو يكمن في أن تحقر تلك الوساوس وأن تقطع الاسترسال أو التحاور معها، وتكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها، ومن أفضل ما يدفع الوساوس كثرة الذكر؛ لأن الغفلة تجلبها يقول سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس) فيجب أن تعزم على الانتصار على الشيطان الرجيم، ومن علامات الانتصار أن تخالف كل ما يوسوس لك به، فإن قال لك لم تغسل هذا العضو غسلاً كاملاً فلا تطعه، وإن قال لك لم تفعل كذا فلا تصغ له وبهذه الطريقة سييأس منك ويختفي.
التردد الذي تعاني منه ناتج عن الوسواس فهو يريد أن يربك حياتك، ويعزلك عن الناس من أجل أن ينفرد بك ويغرقك في الوساوس، فأكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، ومتى أتى لك الوسواس فاقطع خواطره وانهض من المكان الذي أنت فيه وانطلق إلى مكان آخر، ومارس أي نشاط أو عمل يلهيك عن تلك الوساوس.
احذر من الخلوة فإنها تجلب الوسواس، وعليك أن تعيش مع أهلك وأصدقائكن ومارس حياتك بشكل اعتيادي.
عليك أن تتعود على أن تصلي صلاة الاستخارة في الأمور الكبيرة وتدعو بالدعاء المأثور، وأن تكل أمورك لله تعالى يختار لك ما يشاء، فاختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، واستشر أهل الرأي والخبرة ممن تثق بهم في الأمور العظيمة بجانب الاستخارة، وقديما قيل (ما خاب من استخار وما ندم من استشار).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن ينصرك على الشيطان الرجيم، إنه سميع مجيب.