أشكو من الفشل الدراسي، كيف أتخطى ذلك الفشل وأحوله إلى نجاح؟
2019-01-28 04:47:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المميز والمفيد.
أنا شاب من سوريا عمري 22 عام، أعيش في تركيا منذ تسعة أشهر تقريبا، جئت لأكمل دراستي بعدما انقطعت عنها في بلدي بسبب الحرب، تخرجت في سوريا من الثانوية العامة بفرعها الأدبي، ومن شروط القبول في الجامعات التركية أن يقوم الطالب باختبار خاص في هذه الجامعات، ويحتوي على مادة الرياضيات وأسئلة الذكاء فقط (ولم أستطع دراسته)، أو يمكن دخول الجامعة عن طريق امتحان SAT الأمريكي، وهو يحوي مادة الرياضيات ولكنها أسهل، وأيضا مادة اللغة الإنكليزية وهي تحتاج لمستوى متقدم في اللغة، بعد التفكير والتجربة قررت أن أدرس نظام SAT لدخول الجامعة، وبعد مرور شهر أصبت بالإحباط؛ لأنني لم أنجح في الامتحانات، وخصوصا في مادة الرياضيات لأنها الأهم.
الآن مرت ثلاثة أشهر في دراستي، والامتحان النهائي في الشهر الخامس من هذا العام، ولا أعلم ماذا أفعل هل أكمل في الدراسة مع التقدم البسيط جدا، مع أنني لم أنجح في أي امتحان إلى الآن، أم أترك الدراسة وأنتظر بداية التسجيل في الجامعات، وأقوم بالتسجيل اعتمادا على شهادتي الثانوية العامة الأدبية في قسم اللغات، وأتوكل على الله (أم هذا تواكل)؟
وللعلم سألت عدة أشخاص ولم يؤكد لي أحد منهم أنني إذا قمت بهذه الخطوة فسوف يتم قبولي في قسم اللغات مثل كلية الأدب الإنكليزي، فمجموعي في الثانوية هو ستون في المئة.
إن المعيشة هنا في تركيا مكلفة بالنسبة لي، أحصل على المال من أبي الذي يعيش في سوريا رغم أن الحرب أنهكت عائلتي اقتصاديا، وأبي يعول أسرة كبيرة، ولديه التزامات أخرى، لهذا أشعر بضغوطات كبيرة لا أتحملها، لدرجة أنها تؤثر على صحتي الجسدية والنفسية، ورغم ذلك أشعر أحيانا أن الله تعالى ييسر لي أموري.
أعيش الآن مع أقربائي، وأوفر أجرة السكن وغيرها من الأمور التي ييسرها الله تعالى لي، هناك من يتمنى أن يكون في مكاني ليكمل دراسته، أيضا أبي يرسل لي المال، فأهلي هم أحق به من ضياعه هكذا، لهذا أشعر بالذنب الكبير؛ لأنني أفشل بجدارة في دراستي، ربما تقولون لي يجب أن تثابر في دراستك وتجتهد أكثر، نعم كنت أدرس طوال الوقت الذي أملكه، لكنني لم أر تقدما ملحوظا، ولم أستفد بحجم الجهد الذي بذلته، حتى أنني لم أنجح في اختبار قط.
هذه الفرصة الوحيدة لأكمل دراستي، لا أعلم إذا فشلت هل سوف تتاح لي هذه الفرصة مرة أخرى أم لا؟ انقطعت عن دراسة مادة الرياضيات منذ عام 2014، لهذا أجد عقبات كبيرة في دراستها.
أنوي بعد دراستي أن أساعد أبي في إعالة عائلتي، ولدي نية في نفع المسلمين بطريقة ما إذا أذن الله لي، فأرجوا أن تكرموني بنصيحتكم.
وجزاكم الله خيرا كثيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن التوكل على الله يحصل بعد فعل الأسباب، فالمؤمن يعقلها ويتوكل، فإذا لم يفعل الإنسان الأسباب وانتظر النجاح دون فعل للأسباب كان تواكلا، وقد قال قائل السلف: ترك الأسباب جنون، كما أن التعويل على الأسباب خدش في التوحيد، وعمل لا يكون، فعليك فعل الأسباب، ومنها المذاكرة وتنظيم الوقت والدعاء، ثم تتوكل على الله، ومن المهم أن ترضى بما يقدره الله.
ونحن إذ نحيي شفقتك على والدك، ونشكر رغبتك في مساعدته، نؤكد لك أن سعادة الوالد والأهل تتحقق بالاستمرار في الدراسة، وننصحك بتكرار المحاولات، ولا نؤيد ترك ما أنت فيه، وانتظار ما هو مجهول، والرسوب في مرحلة أو في امتحان لا يعني نهاية المطاف، والعثرات التي تعترض الإنسان هي في الحقيقة محطات في طريق النجاح، وخبرات تضاف للإنسان، ولولاها لما تذوق الناس طعم النجاح، فتأمل في سير أصحاب الهمم العالية، وثق بأن لكل أجل كتاب، وسوف تنال ما يقدره لك الكريم الوهاب.
وحتى يتحقق لك ما تريد ندعوك إلى:
1- كثرة اللجوء إلى الموفق سبحانه.
2- تنظيم وقت المذاكرة والاستفادة من الأساتذة، ومن أصحاب الخبرة.
3- ركز على الأشياء الأساسية والمهمة كحفظ القوانين.
4- تفاءل بالخير تجده، وتجنب التشاؤم.
5- لا تضيع وقتك في التفكير في أمور لم يأت وقتها، وكما قالوا: لا تحاول عبور الجسر قبل الوصول إليه.
6- ابحث عن عمل بسيط يدر عليك ما يكفيك إذا كان ذلك ممكنا.
7- استمر في الاهتمام بالوالد والأسرة، واجعل ذلك حافزا لك لبذل الجهد وليس سببا للتحسر.
8- تعرف على قوانين الجهة التعليمية من الجهات المختصة؛ حتى تكون على بينة من أمرك.
9- احرص على طاعة الله؛ لأن ما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته سبحانه، واعلم أن المعاصى تنسى العلم، وتجلب الخسران.
10- تسلح بالصبر فإن العاقبة لأهله، وتوكل على الله واستعن به.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل أمرك ويلهمك السداد والرشاد.