أعاني من التأتأة منذ الصغر وإلى الآن، فما الحل؟
2019-01-29 08:03:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أصبت بتأتأة شديدة في سن 16 سنة، وعندما كنت أصغر من سن 16 سنة كنت أتكلم بطلاقة وعندي أصدقاء كثر، وكنت أتكلم بحرية وبسلاسة.
عند بلوغي سن 16 بدأت التأتأة ولا أستطيع التكلم إلا بصعوبة، وتركت أصدقائي وصرت منعزلاً تماماً عن المجتمع، كملت الثانوية وما زالت التأتأة، وعند بلوغي السن 30 خفت التأتأة بشكل كبير، صرت أتكلم بشكل طبيعي، وما زالت التأتأة موجدة، وبشكل خفيف.
صرت أتكلم بسرعة خوفاً من التأتأة في الكلام، وعندما أتكلم وبجانبي شخص أرتبك وأحس بخوف وقلق، وأصاب بالتأتأة.
أنا عندما كنت في سن المراهقة كنت أعاني من ضرب وإهانة وقلة القيمة ولمدة 20 سنة من حياتي، وكنت أسمع كلمة غبي، وأنت لا تستطيع فعل شيء أنت فاشل، وكنت أشعر بخوف وقلق لمدة 20 سنة.
هل هذه المعاناة سبب التأتأة؟ لأني أصبت في سن الكبر وكنت بعمر 16 سنة، وكنت في صف أول ثانوي.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن ييسّر أمرك، وأن يحلَّ هذه العقدة من لسانك.
التأتأة لا شك أنها تكثر وسط الذكور، والعوامل الوراثية ربما تلعب دورًا، والحمد لله تعالى هي تخفّ مع العمر، وهذا هو الذي يحدث لك.
القلق النفسي هو أحد المثيرات الأساسية التي تؤدي إلى التأتأة والتلعثم في الكلام، وليس المعاناة السابقة فلا علاقة لذلك بالتأتأة، لكن حين تقلق وتتخوف وتتوتر هذا قطعًا يؤدي إلى التأتأة.
أنا أقول لك: كن مسترخيًا، حاول أن تتحمّل أذى الناس، وألَّا تؤذي أحدًا، كن متفائلاً، تكلَّم ببطء، تدرَّب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفّس التدرُّجي، احرص أن تتلو الكتاب بتدبّر وتمعُّنٍ وتجويد، ويا حبذا لو تواصلت مع أحد المشايخ لتتعلَّم التجويد ومخارج الحروف، هذا أمرٌ أساسي جدًّا، فبتلاوة القرآن ينطلق اللسان.
أكثر من التواصل الاجتماعي ولا تتجنب أبدًا الناس.
نقطة مهمَّة جدًّا: وأنت جالس في الغرفة حاول أن تقرأ موضوعاً بصوتٍ مرتفع، وبتؤدة، وبطئ، وحاول أن تربط بين الشهيق - أي إدخال الهواء في الرئتين - وبداية الكلام، اجعل لرئتيك سعة قبل بداية الكلام، هذا يُساعد كثيرًا؛ لأن انتشار الأكسجين من خلال الشهيق يؤدي إلى رفع الكفاءة الجسدية عند الإنسان.
إذًا -أخي الكريم- هذا هو الذي أنصحك به، ومن المهم جدًّا أن تحرص على المشاركات الاجتماعية، هذا يُعالج الخوف والتوتر وكل الذي بك.
الصلاة مع الجماعة عظيمة جدًّا، وأريدك حين تكون في وضع الصلاة في الصف الأول تصور أنك يمكن أن تقوم مقام الإمام، هذا نوع من التعريض في الخيال الذي وجدناه مفيدًا جدًّا.
أيها الفاضل الكريم: لا تأس على ما مضى، ولا تعيش في حسرة وألم، الحياة كلها تجارب، نعرف مَن عاشوا في القصور وبحبوحة من العيش في طفولتهم وبعد ذلك أُصيبوا باضطرابات نفسية كثيرة، ونعرف في ذات الوقت مَن عاشوا حياة لا تخلو من مخاشنات وصعوبات شديدة وامتهانات، وبالرغم من ذلك كانوا من الناجحين مستقبلاً.
الإنسان بعد أن يصل سنّ النضوج يكون مُخيَّرًا في ترتيب حياته وانطلاقته بصورة إيجابية أو سلبية.
أيها الفاضل الكريم: تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والتوترات سوف يُساعدك كثيرًا.
العقار الذي يُسمَّى سيرترالين أراه مفيدًا جدًّا لك، وهو غير إدماني وغير تعودي.
أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ربما يفتح شهيتك نحو الطعام قليلاً، وفي ذات الوقت عند المعاشرة الجنسية ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، لكنه لا يؤثّر على الصحة الذكورية أو الإنجابية.
جرعة السيرترالين المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يوميًا، تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا - أي خمسين مليجرامًا - لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.