الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حالتك واضحة جدًّا، وهي نوع من الوسواس القهري المعروف، وأتفق معك هو أمر مزعج، الخوف من النوم وألَّا يأتي النوم وماذا يدور في أثناء النوم: هذا كله وسواس، ولعلاجه: يجب أن تُدرك يقينًا أن النوم حاجة بيولوجية، فسيولوجية، ذاتِ جوانب اجتماعية وكذلك جوانب نفسية، والأمر البيولوجي يعني أن الجسم قد هيأه الله تعالى بيولوجيًا وهرمونيًّا يؤدي وظيفته، وفي هذه الحالة هي وظيفة النوم.
ويجب أن تحقر هذا الفكر، قل لنفسك (هذا فكر حقير، النوم حاجة بيولوجية موجودة، حتى وإن رفضتُّه أو قاومتُه سوف يأتيني)، واحرص على أذكار النوم، مهمَّةٌ جدًّا، وطبِّق الآليات التي تُحسِّن الصحة النومية، وأهمها: أذكار النوم، وتجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وتجنب شرب المثيرات والميقظات كالشاي والقهوة، تجنب تلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الساعة الخامسة مساءً، وانطلق بفكرك لأمور أخرى في الحياة، دراستك لابد أن تكون متميِّزًا، احرص على بر والديك، وصلاتك في وقتها.
عليك بالرفقة الطيبة الصالحة، لأن ذلك يُطور لديك المهارات الاجتماعية، وحين تطوّر المهارات الاجتماعية يتلاشى الشعور السلبي والشعور الوسواسي، وأنت محتاج لعلاج دوائي، ومحتاج لأحد مضادات الوساوس، لكن أنا أفضل تذهب لمقابلة طبيب نفسي إن كان ذلك ممكنًا ليصرف لك الدواء، وإن لم يكن أمر الذهاب إلى الطبيب ممكنًا فعقار مثل (سيرترالين) سيكون مناسبًا بالنسبة لك، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار آخر يُسمَّى (أنفرانيل)، كلا الدوائين سليم، وغير إدماني.
جرعة السيرترالين: تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- يوميًا، تناولها نهارًا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ ثم توقف عن تناول السيرترالين، أمَّا جرعة الأنفرانيل -والذي يُسمَّى كلوإمبرامين- هي: خمسة وعشرين مليجرامًا، تتناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.
وللفائدة راجع أذكار وآداب النوم: (
277975).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.