الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك –أختي العزيزة– وأسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك, ويرزقنا وإياك الصبر والثبات واليقين, ويصلح لنا أمر الدنيا والدين ؛ إنه سميع عليم برٌ رؤوف كريم رحيم.
ما دمت –حفظك الله وعافاك– تسألين عن دينك فأنت في عافية وخير وسبيل هداية ورحمة بإذنه تعالى سلمك الله وعافاك.
لا تقلقي مما تعانيه من وساوس شيطانية, لأنها مجرد أوهام وشكوك لا تستند إلى أدلة, ولا تصمد أمام الحقائق والبراهين.
واعلمي –أيضاً– بأن مثل هذه الوساوس تنتاب الكثير من الناس بسبب ما جبلوا عليه من الضعف البشري, وقد كانت تنتاب الصحابة الكرام أكبر منها, فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحل, وذلك بالإعراض عنها وعدم المبالاة بها أو الالتفات إليها, وفي مقابل ذلك الاستغفار منها والاستعاذة بالله تعالى منها, كما في قوله صلى الله عليه وسلم حين شكا إليه أصحابه ما ينتابهم من شكوك حول الذات الإلهية, فقال لهم: (فليستعذ بالله ولينته), بل بشرهم أنها دليل على ما قام في قلوبهم من إيمان, في قوله لهم: ( ذلك صريح الإيمان), وفي رواية أخرى (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة), فالمؤمن لحكم يقينه بربه تعالى وحبه وخوفه ورجائه يكره أعداء الله وكل ما يبعده عن ربه وطاعته وثوابه وجنته, وعلى رأس أعداء الله الشيطان الرجيم ووسائله وأساليبه في الإغواء والإضلال فلا يزال المؤمن يبغضها ويرفضها كما تفعلين مهما ترددت عليه, فلا تؤثر في إيمانه بربه سبحانه بل تزيده عناداً وإصراراً في الحق.
ومما يسهم في طرد الوساوس الشيطانية لزوم الذكر والاستغلال بالعبادة والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء وإدراكك بأنها لا تضرك بإذن الله لما ورد في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم).
واعلمي أنها مجرد مسألة وقت لن تلبث حتى تزول بشرط مجاهدة نفسك على كراهيتها والإعراض عنها والاستعاذة بالله تعالى منها (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)، (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
ومن أفضل ما يتحصن به المسلم من الشيطان ووساوسه تعميق وتنمية الإيمان في قلبه بطلب العلم النافع ولزوم العمل الصالح من المحافظة على الفرائض والنوافل في الصلاة والصوم والصدقة وحسن الظن بالله تعالى ولزوم الذكر وقراءة القرآن والسيرة النبوية.
(ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا وإذن لآتيناهم من لدنا أجراً عظيما ولهديناهم صراطاً مستقيما) (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
أوصيك – وفقك الله – بصرف النظر عنها بإشغال نفسك ووقتك بالاشتغال بما يعود عليك بالمنفعة في دينك ودنياك: في لزوم القراءة، ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة, لاسيما الاطلاع على كتب وبرامج الإعجاز العلمي والكوني.
كما وأوصيك بتعزيز الثقة بنفسك وقدراك على تجاوز الوساوس خالية الحقائق والبراهين بيقينك وفضل رب العالمين.
ولا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, فثقي بالله وتضرعي إليه وأبشري بخير، وأحسني الظن بربك، واستعيذي بالله من شر الشيطان وشر نفسك, والله يوفقك وييسر للخير أمرك ويشرح لليقين به صدرك, ويرزقك الصواب والسداد والهدى والثبات والرشاد واليقين.
وللفائدة راجعي علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (
2744 -
274373 -
277975 -
278937).
والله الموفق والمستعان.