أريد الزواج برجل من غير بلدي وأهله معترضون على ذلك!
2019-03-18 08:09:26 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة من العراق، مقيمة في تركيا، تعرفت على رجل سوري الجنسية، أحببته وأحبني، وتواصلنا لمدة خمسة شهور، بعدها أراد أن نقوم بالخطبة ثم بعدها نتزوج، فقال لأهله لكي يتقدموا لخطبتي -عن طريق الهاتف-، علما أن أهله يقيمون في سوريا، وهو هنا في تركيا، لكن أهله اعترضوا؛ لأنني من غير بلده، علما أننا من نفس الطائفة ونفس الدين، وأنا ملتزمة دينياً، وهو أيضاً ملتزم، وهو يبلغ من العمر 26، وأنا أبلغ من العمر 22، وهو لا يرى مانعا لزواجنا، وأهله لم يرفضوا بشكل صريح، لكنهم يفكرون، والمشكلة أن تفكيرهم طال -منذ ثلاثة شهور-، وهم بذلك يقفون بوجه جمعنا بالحلال وبما يرضي الله.
أريد فتوى على ما يفعلونه من تأخير في تزويجنا، وهل الزواج من غير بلدي حرام؟
أعتذر على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية: ينبغي تنبيهكما إلى ضرورة ضبط العلاقة بينكما، وعدم تجاوز ضوابط الشرع في تلك العلاقة والتواصل؛ فما زلتما أجنبيين عن بعضكما، مهما كان الهدف من التعارف لا يجوز لكما الوقوع في أي مخالفة شرعية، سواء في الكلام أو اللقاء أو الخلوة، أو غيرها مما يحصل في مثل هذه الأحوال.
وإن حصل شيء من ذلك مسبقا منكما فعليكما التوبة والاستغفار، والندم على ما فات، والعزم على عدم تكراره مرة أخرى؛ عسى الله أن يغفر لكما ما سلف.
أما حكم زواج الشخص من غير بلده؛ فلا يوجد مانع شرعي من ذلك؛ طالما كان الزوجان من نفس الطائفة ونفس الدين، لكن العرف معتبر في إمكانية استمرار الزواج؛ نظرا لاختلاف العادات والتقاليد بين بلد وأخرى، فإذا كانت العادات متشابهة أو يمكن التغلب عليها؛ فلا حرج من الزواج من جنسية أخرى.
وبخصوص تريث وتأخر أهل الزوج عن الموافقة؛ فربما أن أهل الزوج ينظرون إلى هذا الجانب، وهو اختلاف العادات والتقاليد، ويخشون أن يكون ذلك سببا في عدم استمرار أو نجاح الزواج مستقبلا؛ ولذلك فالأمر يحتاج إلى دراسة وتقييم من جميع الجوانب؛ لأن الهدف من الزواج هو الاستمرار والاستقرار، وبناء الأسرة وليس مجرد متعة عارضة وتنتهي لأي سبب.
لذا: أنصحكم أن لا تستعجلوا في الموضوع رفضا أو موافقة؛ حتى تدرسوا الموضوع من كل جوانبه، كما أنصحكم بالحوار الهادئ مع أهل الزوج، وأن تستمعوا لوجهة نظرهم، فربما يكون لديهم سبب مقنع، كما أن من حقكم أن يسمعوا لوجهة نظركم، ولعل المسألة تنتهي بالتفاهم والاتفاق بينكم.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.