ارتجاع مريئي وآلام وكلى ... هل ما أعاني منه يستوجب القلق؟
2019-03-28 10:15:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، جامعية، أمر بفترة صعبة بعض الشيء، منذ مدة بدأت أشعر بألم في عنق المعدة كما أشعر بحرقة وارتجاع الطعام بعد الأكل، ثم بدأت بالشعور بالنبض في الجهة اليمنى من السرة ليصبح الألم أكثر حدة بعد ساعات، ولا أستطيع تحديد مكانه، فهو ينتقل في الجانب الأيمن تحت القفص الصدري إلى أسفل البطن في الجانب الأيمن، ومرات قليلة أشعر بالألم ينتقل إلى الجهة اليسرى، لكنه معظم الوقت كان يتمركز في الجهة اليمنى، شاملا المعدة.
بعد النوم والاستيقاظ صرت أشعر بشيء مزعج في الجهة اليمنى أسفل القفص الصدري، كأن هناك كتلة، وبعد ساعات يختفى الألم جزئيا، ولكن لا زلت أشعر بتلك الكتلة، وأشعر بحرقان وارتجاع الطعام -ليس قيئا-، لكني أشعر بحرقة في المريء، وأشعر بأن الطعام يرجع هناك، وأحيانا تصل تلك الحموضة إلى فمي، مع القليل من الطعام، وانتفاخ في البطن، مع العلم أني أعاني من القولون العصبي، لكني لم أعاني من هذه الأعراض من قبل، كما أن فترات التبرز عادية طيلة هذه الأيام، وأعاني من تعب عام، وكثرة العطش والتبول.
عندي رمل في الكلى، كما أني عانيت منذ حوالي 6 سنوات من انتفاخ العروق المؤدية للكلى، لكني الآن شفيت والحمد لله، فما تفسير هذا؟ وهل يلعب التوتر دورا في هذا؟ وما علاج ارتداد الطعام خاصة في الفترة المسائية؟
كما أعاني من قلة التبرز مرة كل 3 – 4 أيام، تصاحب هذه الحالة القلق والتوتر، فهل هذا طبيعي؟ وما مدى تأثير هذا على الصحة؟ وهل هي السبب في وجود البواسير؟
مع جزيل الشكر لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ayochaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك أعراض جسدية تتمثل في ارتجاع المريء والحموضة، بالإضافة إلى القولون العصبي، وما يصاحبه من انتفاخ وغازات، بالإضافة الى الإمساك والبواسير، كما أن هناك عطش وكثرة التبول مع شرب الماء.
وهناك أعراض نفسية تتمثل في: حالة من عدم الثقة بالنفس والخوف المجتمعي، وحالة من الانطواء والاكتئاب، وفي الحقيقة فإن هناك تداخل بين الأعراض الجسدية والأعراض النفسية، حيث يؤثر كل منهما في الآخر.
ومن الواضح أنك تعانين من نحافة زائدة؛ حيث أن معدل كتلة جسمك تساوي 16.7، وهو معدل نحافة زائدة، وهناك حاجة إلى زيادة الوزن، خصوصا الكتلة العضلية من 10 إلى 15 كجم، كي يتناسب الوزن مع الطول، وكي تزيد الكتلة العضلية، وتحصلين على العناصر الغذائية، والفيتامينات، والأملاح المعدنية الضرورية.
وبداية يحتاج الأمر إلى تحليل جرثومة المعدة الحلزونية H-Pylori ؛ لأنها تمثل السبب الرئيسي في حموضة المعدة والحرقان والارتجاع، ويتم تشخيصها بتحليل عينة من البراز، ولها علاج يسمى العلاج الثلاثي، الذي يتكون من نوعين من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى أحد الأدوية التي تقلل من إفراز أحماض المعدة، وبالتالي يتم القضاء على الجرثومة، والتخلص من الحموضة والارتجاع، ومدة العلاج 14 يوما، ويعاد التحليل بعد 4 أسابيع من انتهاء العلاج لزيادة فرصة عدم القضاء على الجرثومة، وبالتالي يمكن تكرار العلاج.
وعلاج القولون العصبي والإمساك من خلال:
الإكثار من السوائل والألياف الطبيعية، ومن خلال تناول كبسولات البكتيريا النافعة بروبيوتيك probiotic، وتناول حبوب الخميرة ثلاث مرات في اليوم، لمدة تصل إلى أكثر من شهر كامل لحين تنظيم الغذاء، ولا مانع من تناول قرص mebeverine 200 mg مرتين في اليوم قبل الأكل، وعند الشعور بالانتفاخ والمغص.
ويمكن الحصول على السوائل من خلال شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، كما يمكن الحصول على الألياف الطبيعية من خلال: تناول شوربة الحبوب الكاملة، مع أهمية الإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، وتناول فاكهة الخوخ والتين، لأنها ملينة بطبيعتها.
بالإضافة إلى تناول اللبن الرائب والزبادي، والعسل، وزيت الزيتون، وتناول الأرز المطحون مع اللبن الرائب، أو الزبادي، مع تقسيم الوجبات إلى وجبات خفيفة ومتكررة؛ للحيلولة دون وصول عصارة المعدة إلى المريء والحلق، مع أهمية تحليل البول وتحليل السكر الصائم ( 12 ساعة )؛ للتأكد من عدم وجود سكر في الدم، والذي قد يؤدي إلى العطش وشرب الماء والتبول الزائد، مع العلم أن تناول المخللات والأجبان المالحة قد يؤدي إلى العطش وشرب الماء الزائد.
وحالة الخوف المرضي والاكتئاب حالة يعاني منها البعض بسبب اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في المخ، ويمكن علاج ذلك من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض، وأقل في الثمن، يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.
مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب والمقوية للدم B12 في العضل كل 15 يوما، واحدة جرعة 1 مج عدد 6 حقن، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي.
مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال: الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن والدعاء، والذكر كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.