الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أعتقد أن حالتك قد بدأت بشيء من قلق المخاوف، وبعد ذلك دخلت في هذا المزاج الاكتئابي، ثم أتتك مشاعر التغرُّب عن الذات أو البعد عن الذات، والإحساس بأن الأشياء متغيّرة فيما حولك، وأن ذاتك متغيّرة، وسُميت هذه الأعراض باضطراب الأنّية، وأنا شخصيًا أرى أن هذا المسمّى قد أضرَّ بكثير من الناس، الموضوع كله يتمركز حول القلق وليس أكثر من ذلك، وهذا القلق يُعبَّر عنه بالكيفية التي تحدّثنا عنها، لذا أرى أن تشخيص ما يُسمَّى باضطراب الأنية هو تشخيص واهٍ غير واضح المعالم، أدَّى إلى الكثير من التأثيرات السلبية على الناس، فدعينا نتحدث عنه في نطاق القلق، وأعتقد أنت أيضًا أصبحت لديك أفكار ذات طابع وسواسي، هذه الأسئلة التي تطرح نفسها عليك هي تساؤلات وسواسية، وكثير من الأخوة والأخوات الذين يُعانون من هذا النوع من القلق أو الشعور بالتغرب عن الواقع يحدث لهم هذا، أي النمط الوسواسي في التفكير.
ويا أختي الكريمة: العلاج عن طريق التجاهل، تتجاهلين هذه الأعراض مهما فرضت نفسها عليك، والتجاهل يكون بالتحقير، وألَّا تعطّلي حياتك، أن تكوني حسنة الأداء في كل شيء، وأن تُديري وقتك بصورة صحيحة، وأن يكون قرارك مع نفسك هو أن تتعاملي مع نفسك بصورة إيجابية، أن تطوّري نفسك، أن تقبلي نفسك، وأن تتعاملي أيضًا مع الآخرين بصورة إيجابية، هذا مهمٌّ جدًّا، والإنسان لابد أن يسعى لأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره، وهذا لا يتأتَّى أبدًا إلَّا من خلال الجدّية والمثابرة والتضحية واحتساب الأجر، وأن يجعل الإنسان يدًا عُليا، ولا يقبل أن يكون يدًا دُنيا.
هذه المفاهيم إذا رسَّخها الإنسان يستطيع أن يُغير كثيرًا من الأفكار السلبية، وكذلك المشاعر السلبية، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك.
ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، وكذلك تمارين الاسترخاء، إذا طبَّقتها بانتظام تمثِّلُ ستين إلى سبعين بالمائة من علاجك، فاحرصي عليها – أيتها الفاضلة الكريمة – ويمكن للأخصائية النفسية أن تُدرِّبك على كيفية تطبيق هذه التمارين الاسترخائية، أو يمكن أن تلجئي إلى برامج في النت، كما أن إسلام ويب لديها استشارة رقمها
2136015 يمكن أن تطلعي عليها وتطبقي ما ورد بها من تمارين.
الأدوية التي صُرفت لك: الـ (lyxansia) هو الـ (لكستونيل) والذي يُسمَّى علميًا (برومازبام): هذا الدواء يجب ألَّا يستعمله الإنسان لفترات طويلة، ويجب ألَّا تزيد الجرعة عن واحد ونصف مليجرام، لأن التعود عليه سهل جدًّا، نعم هو مزيل للقلق وللتوتر، ويفيد حتى فيما يسمَّى باضطراب الأنية، لكن الإنسان يجب ألَّا يتمادى في استعماله لفترات طويلة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى التعود.
السيرترالين دواء رائع، والجرعة التي تتناولينها ممتازة، فأرجو أن تصبري عليه، فعالية هذه الأدوية في بعض الأحيان تبدأ بعد ثمانية أسابيع، والتطبيقات السلوكية والاجتماعية التي تحدثنا عنها تُساعد في تنشيط حركة الدواء والتعجيل للبناء الكيميائي للدواء؛ ممَّا يجعل الإنسان يجني فائدة الدواء بسرعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.