فتاة ترغب في الزواج من زميلها في الجامعة وتريد أن تعلمه بذلك
2005-08-22 13:04:07 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاةٌ عمري 24 سنة، من دولة خليجية، ملتزمة والحمد لله، أعمل موظفة بإحدى المؤسسات، تخرجت من الجامعة قبل شهرين، قبل سنة لاحظت اهتمام وتقرّب شاب ملتزم بنفس عمري يدرس معي بالجامعة، في البداية كنت أعتبر هذا الأمر طبيعياً، ومع مرور الوقت شاءت إرادة الله أن نشترك معاً في عمل بحث دراسي، ومن هنا تبادلنا عناويننا الإلكترونية، والحمد لله لم أكن أرسل له إلا فيما يخص الدراسة، وهو كذلك، بعدها قمت بإرسال رسائل دينية له؛ لأنني دائماً أرسل رسائل لمجموعات بريدية، وإلى كل من هو مسجل بإيميلي، وطبعاً هذا الشاب الوحيد الذي كنت أرسل له، ومع مرور الأيام لا أدري كيف تعلق قلبي به! ومن ذاك اليوم وأنا أدعو الله أن يجعلنا لبعض.
تخرجنا ونعمل نحن الاثنين الآن بنفس المؤسسة طبعاً صدفة، وأنا سأترك العمل بعد أُسبوعين؛ لأني وجدت عمل أفضل.
خلال الفترة السابقة لاحظت أيضاً مراقبة الشاب لي وتعامله المختلف معي عن بقية الموظفات، فهذا الشاب طبيعته كتوم، ولا يتأقلم بسرعة، ولا يحب الحديث الطويل مع الفتيات، إلى أن جاء يوم كنت أنا من بدأ الحديث عن الموت والجهاد والشهادة، فقال لي: أتمنى لو أن تقتليني أنت بعد أن يكتب الله لي الشهادة، بصراحة أنا سكت ولم أرد عليه لأنني خجلت، ولم أعرف بماذا أرد!
وفي إحدى المرات كنت أتكلم مع صديقتي عن الخطاب الذين رفضتهم، فإذا به يرمقني بنظرة فيها الكثير من القسوة، وهذه الأيام أحياناً يصبح على الصبح وأحياناً لا، أنا حقيقةً أتعذب، وحاولت توسيط إحدى الفتيات لمعرفة حقيقة مشاعره وإن كان يريدني زوجة له، لكنها رفضت، لكنه في إحدى المرات أخبرني أنه لن يتفرغ لحياته إلا بعد أن يكمل دراسته العليا أي بعد سنتين، وأنا حقيقةً لا أعلم ماذا يقصد، لكن أرجح أنه يقصد أمر الزواج، فمدة عمله لم تتعد الشهرين، وما يحيرني اهتمامه ومراقبته وغيرته وكلامه، وكل ذلك يدل على حبه، وهو معروف عنه بحسن الخلق، فلماذا لا يخطبني؟ أنا بصراحة سمعت أن أمه شخصيتها قوية، وهذا ما يُثير قلقي، هل هو لم يفاتحني بأمر الزواج بسبب خجله أم ظروفه، حيث أنه يدرس ولم يكوّن نفسه بعد، أم يكون ذلك بسبب أمه؟ إن كان يحبني ألا يخاف أن أتزوج غيره! أحس أنه يعلم بحبي له.
إخواني كيف أتأكد من مشاعره دون أن أجرح كرامتي؟ وكيف أوضح له رغبتي به كزوج؟ أنا لا أريد أن أخسر هذا الشاب بسبب حيائي، فأرجوكم لا تبخلوا علي بنصائحكم، وجزاكم ربي كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإنه ليس من مصلحة أي فتاة أن تتوسع في علاقتها مع شاب قبل أن تتأكد من رغباته وظروفه، ومن الضروري كذلك أن تفرِّق بين الإعجاب المجرد والرغبة الحقيقية في الارتباط، وأرجو أن نذكِّر أنفسنا بأننا ندفع ثمن مخالفتنا لآداب هذا الدين الذي يُباعد بين أنفاس الرجال والنساء، فقد تسبب الاختلاط في أزمات ومشاكل عديدة؛ لأن كلاً من الفتى والفتاة يرى أشياء لا يطيق الصبر عنها ولا يتمكن من الوصول إليها، ونحن ننصحك بحسم هذا الأمر عن طريق إحدى محارمه إذا كان ذلك ممكناً، أو عن طريق زميلة تثقين بها، ويفضل أن تكون كبيرةً في السن ومتزوجة، وقد أرسلت خديجة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تخبره برغبتها، وعلى كل حال فليس من مصلحتك الانتظار طويلاً، خاصةً إذا جاء صاحب الدين.
وأرجو أن تحاولي الابتعاد عنه، وسوف يتبين لك جزء من الحقيقة عند ذلك، وسوف يجعلك في وضع المطلوبة لا الطالبة، والشريعة من إكرامها للمرأة أنها جعلت الوصول إليها عن طريق أوليائها وأهلها، وهم أعرف الناس بالرجال وأحرص الناس على مصلحة بناتهم.
ولا أظن أن هناك مانعاً من أن يُظهر هذا الشاب رغبته، ولا أظن أن مجرد اهتمامه بك دليل على رغبته في الارتباط، ولكن أيضاً لأنه كان معك في الدراسة والبحوث المشتركة.
وفي حالة وجود أم مسيطرة فالأفضل إذن أن تكون الرغبة صريحة ويُعلم أمه ومباركتها للموضوع.
وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، فإنه يُجيب من دعاه، وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله وعبادته.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.