لا أستطيع الابتكار وإن كنت أجيد التقليد، فما الحل؟
2019-04-14 06:40:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري 31 سنة، تخرجت بصعوبة عام ٢٠١٥، أشعر أن قدراتي بسيطة، أستطيع تقليد فكرة التصميم، لكني لا أستطيع الابتكار من دماغي، وأيضا لا أستمر في وظيفة بسبب عدم التزامي لساعات طويلة، وأنا كمصممة مبتدئة أقلق كثيرا، أصحو من النوم وأحس بألم في القلب بسبب القلق، أفكر فيما سيطلب مني المدرب، هل سيطلب تصميم كتاب أم فلاير أم شعار أم غيره من المطبوعات؟
أعاني من مغص شديد لشدة القلق والخوف من عدم قدرتي على إبداع فكرة، تدربت لمدة يومين في شركة، وكان تعامل المدير والزملاء معي جيدا، ولكني لم أتحمل عمل ٨ ساعات، وأيضا أشك في حبي للتصميم، حيث أمل سريعا، وأرغب في العودة إلى البيت، وأجد صعوبة في إيجاد فكرة معينة، واضطر إلى الدخول في الإنترنت والبحث عن تصاميم حتى أخرج بفكرة معينة، وهذا يستغرق مني ساعات، فأتوتر وأخشى أن لا أنجز في العمل، وأصبح فاشلة، ولا أنفع كمصممة، فماذا أفعل؟ كيف أجد فكرة مبتكرة في أقل وقت وبلا استعانة بجوجل؟ أريد أن يشعروا بأني مبدعة ومتمكنة، لكن قدراتي محدودة وبسيطة فلا أستطيع الابتكار.
تعلمت على ثلاثة برامج: فوتوشوب، أليستيور، وأنديزاين، فكرت أن أبدا من الصفر، مثلا أتابع على (يوتيوب) في البيت، وأطبق ما رأيت، وأفكر أن يكون لي مشروع بسيط، لأني أفضل العمل الحر، ولا أريد التقيد بوقت معين، أو أكون تحت إدارة شخص؛ لأنه يسبب لي القلق والتوتر الشديد.
رغم حاجتي للمال لم أستطع تحمل فكرة الوظيفة، تعبت من ضغط أبي في البحث عن عمل، أحس بثقل كبير واكتئاب لدرجة البكاء والخوف، فهل هذا كسل أم هذه هي قدراتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يملأ نفسك ثقة ويوفقك.
لا بد من شيء من القلق حتى يتحرك الإنسان ويبذل ويجتهد، لكن الإشكال في زيادة القلق عن حده، ثم تحوله إلى آلام عضوية، فلا تحملي هموم أشياء لم تصلي إليها، ولا تخافي من رغبات طلاب الخدمة، واعلمي أنهم سوف يستنيرون بتوجيهاتك، وإذا عرضوا أفكارا فلا تترددي في محاولة تنفيذها، ولا تخافي من الخطأ، وننصحك بتحويل القلق إلى حركة وعمل، وتوكلي على الله عز وجل، ولا تنزعجي من كونك مقلدة، فكل تقليد ينتهي بالتطوير.
إن الإبداع يتمثل في الربط بين الأشياء، أو في استخدام المألوف بطريقة غير مألوفة، كما أنه لا يشترط في المبدع أن يكون ذكيا، بل إن الذكاء أنماط وأشكال، فاكتشفي ما وهبك الله من ملكات وقدرات، ولا تحتقري نفسك ولا تعظمي الآخرين وتعطيهم أكبر من قدرهم، وتذكري أنهم لم يخرجوا من بطون أمهاتهم متعلمين، ولكنهم جربوا وفشلوا ثم نجحوا، والتحدي أمامهم يتمثل في الاستمرار في الصعود، بل في الثبات على ما وصلوا إليه، ولا أظن أن هناك مانع من البحث في النت للاستفادة من الأفكار والتصاميم الموجودة، مع الحرص على التعديل في الأفكار، والتغيير في التصاميم حتى تظهر لمساتك الخاصة، وإذا كنت قد تدربت في شركة ووجدت التعاون من المدير ومن منسوبي الشركة الشكر، فاعلمي أن ذلك من طبائع البشر، وسوف تجدين نماذج رائعة من الأخيار في ميادين الحياة العملية، وعليك أن تفيدي وتستفيدي.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذي بالله من العجز والكسل، كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، فالعجز نقص في التخطيط والكسل عجز في التخطيط، ونتمنى أن تتدربي على العمل في مجموعات، مع الاستمرار في تطوير قدراتك ومهاراتك، واجتهدي في تهيئة نفسك للعمل الوظيفي، وهوني على نفسك، وواظبي على قراءة الرقية الشرعية على نفسك، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، فالذكر لله ينفع مما نزل وينفع مما لم ينزل.
لقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، ونؤكد أن رسالتك هذه تدل على أنك بدأت السير في الطريق الصحيح، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك ويلهمك رشدك والسداد.