لا أستطيع أن أنام، وهذا سبب لي شدا بالعنق مع توتر وصفير بالأذن!

2019-05-19 07:39:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أود أن أشكر القائمين على موقع إسلام ويب من أطباء وشيوخ ومستشارين على كل المجهودات المبذولة والعطاء المستمر، جزاكم الله عنا كل خير.

لدي مشكلة وهي أنه لمدة سنة تقريبا وأنا أعاني من قلة النوم والتوتر بدون سبب، بل أحيانا بسبب التفكير في النوم، فما أن أضع رأسي فوق الفراش حتى أبدأ بالتفكير أنني لن أنام جيدا، وسأقضي اليوم الموالي بشكل سيء، وأصاب بتوتر شديد فلا أستطيع النوم البتة حتى ساعات متأخرة، رغم أنني أخلد للفراش باكرا، وبعدها أقضي اليوم الموالي بالعمل، مع تشنجات في عنقي، وإحساس بتوتر شديد بسبب التفكير أنني لم أنم جيدا, مع إحساس بشد بمنطقة الرأس فوق الأذن، وصفير قليل في الأذن، أعاني من هذه الحالة كل يوم تقريبا، ومع حلول شهر رمضان المبارك قلت ساعات النوم وزادت معاناتي، لا أعلم لماذا أصاب بتوتر وشد وصفير بالأذن, هل هو بالفعل بسبب النوم؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك -أخي الكريم- على ثقتك في استشارات إسلام ويب، ونبارك لك شهر الله الفضيل، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يتقبل منَّا جميعًا صالح الأعمال.

لديك استشارة سابقة رقمها (2366018) أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، وكان موضوعها أيضًا عن القلق والتوتر، وها أنت الآن تشتكي أيضًا من اضطراب النوم الذي من الواضح أنه مرتبط بما تعانيه من قلق وتفكير حول النوم، وهذا النوع من الوسوسة نسمّيه بالقلق الاستباقي، والقلق الاستباقي بالفعل مزعج لصاحبه، ويُسبِّبُ الكثير من الهموم والمتاعب للناس، لكنه قطعًا ليس خطيرًا.

أولاً: هنالك أساسيات حول النوم يجب أن تستذكرها، وهي: أن النوم أمرٌ طبيعي وبيولوجي، ويتطلب في ذات الوقت تهيئة البيئة المناسبة له. والبيئة المناسبة يعني تحسين الصحة النومية، وأنا أريدك أن تُطبِّق الأمور المتعلقة بالصحة النومية بغض النظر عمَّا تُعانيه من توتر، لأنك إذا وضعت نفسك في المسار الصحيح لتحسين النوم سوف يتحسّن نومك تلقائيًا، أو على الأقل سوف يختفي القلق الوسواسي التوقعي، والذي يُساهم فيما تعانيه من أرق.

أولاً: ثبّت وقت النوم ليلاً، وجميل أنك ذكرت أنك تذهب للفراش مبكّرًا، وحين تأوي إلى فراشك قطعًا أول ما تقوم به هو أذكار النوم، ويا حبذا لو قرأت شيئًا من القرآن، كثير من الناس يقرؤون سورة الملك قبل النوم.

وطبِّق تمارين استرخائية بسيطة جدًّا، تمارين التنفس الاسترخائية التدرُّجية: أغمض عينيك وفكّر في شيءٍ جميل، وبعد ذلك خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء بقوة وببطء عن طريق الفم. كرِّر هذا التمرين خمس ست مرات متتالية، ويجب أن يكون معه نوع من التفكّر الإيجابي والتفكّر في شيء طيب. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: اجعل لنفسك قناعة أن النوم حاجة بيولوجية وسوف يأتي، وقل لنفسك أنا لن أبحث عن النوم، بل أدعه يبحث عني.

في أثناء النهار حاول ألَّا تتناول كميات كبيرة من الشاي والقهوة، ويفضل التوقف عن تناول كل محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء.

مارس رياضة، الرياضة ممتازة، وتساعد كثيرًا، لكن يجب ألَّا تكون رياضة متأخرة في الليل مثلاً، ممارسة الرياضة في وقت مبكر ينعكس إيجابيًا على الصحة النومية، وقطعًا يجب أن تتجنب النوم النهاري. النوم المبكّر والاستيقاظ المبكّر يُحسّن النوم.

فهذه هي الأشياء الضرورية والأساسية لتحسين الصحة النومية، وبجانب ذلك أريدك أن تتناول دواء بسيطًا جدًّا لعلاج القلق، عقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى (سلبرايد) أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر أريدك أن تستعمله أيضًا، وهو أحد مُحسّنات النوم ومن مضادات الاكتئاب، الدواء يُسمَّى (ريمارون)، واسمه العلمي (ميرتازبين)، تناوله بجرعة نصف حبة (15 مليجراما) ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net