الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أنت في استشارة سابقة وهي رقمها
2356574، ذكرت أن التشخيص بالنسبة لحالتك هو الاكتئاب الذهاني، وصفت لك بعض العلاجات التي ذكرتها، والآن تتحدث عن الاكتئاب العصابي، وأن تشخيصك هو هذه الحالة.
الاكتئاب العصابي يعنى به وجود قلق وتوترات وانفعالات سلبية، مثل النوع الذي تعاني منه، وقطعاً -أخي الكريم- من حقك أن تسأل الطبيب الذي قمت بمقابلته ليشرح لك أكثر وبتفاصيل أكثر، هذا من حقك ولا تتردد أبداً في أن تتملك المعلومات كاملة من طبيبك.
أخي: لا تنس الجوانب التأهيلية في العلاج، الناس تعتمد كثيراً على الأدوية ولا تجتهد في الجوانب السلوكية الاجتماعية، فقد وجد أن إدارة الوقت بصورة جيدة، وتحسين الفعاليات الاجتماعية، وممارسة الرياضة، والنوم الليلي المبكر، هذه كلها مهمة جداً، والتعبير عن الذات، وعدم الكتمان، الحرص على الصلوات في وقتها، وأن يكون الإنسان لديه هدف في حياته، أن يكون لديه مشروع حياة، هذه الطاقات النفسية حين لا نستغلها بصورة إيجابية ونفعل بها حياتنا تحتقن وتتراكم وتتحول إلى طاقات سلبية، فأريدك أن تستفيد من طاقاتك بصورة صحيحة؛ لأن هذا سوف يفيدك كثيراً.
بالنسبة للأدوية متقاربة، أنت ذكرت أنك أعطيت عقار ديلوكستين40 ملجم، والديلوكستين حقيقة حسب ما أعرف أنه يأتي في عبوة 30 ملجم، أو 60 ملجم، وإن كان قد أعطي لك بهذه الجرعة أي 40 ملجم، فهذه الجرعة تعتبر جرعة بداية وليست جرعة العلاج، والديلوكستين الذي أقصده يسمى تجارياً سمبالتا.
أما إذا كنت تقصد فلوكستين، فالفلوكستين بالفعل يأتي في جرعة 20 ملجم، عموماً استوضح هذه النقطة إن كان علاجك هو السمبالتا؛ ففي هذه الحالة يجب أن ترفع الجرعة على الأقل إلى 60 ملجم، والأولنزبين يمكن أن يستبدل بدواء آخر لا يزيد الوزن، مثل الاريببرازول، والذي يسمى إبليفيا؛ حيث إنه دواء ممتاز جداً بجرعة 5 مليجرامات يفيد كثيراً، وربما تحتاج أيضاً لجرعة بسيطة من البنزوديزبينات مثلاً الزاناكس، والذي يسمى البروزولام، هو دواء ممتاز، لكن يجب التعامل معه بحذر؛ لأنه قد يؤدي إلى التعود، تناوله بجرعة ربع مليجرام مثلاً ليلاً لمدة أسبوع إلى أسبوعين؛ أعتقد أن ذلك أيضاً سيكون داعماً لك كثيراً.
ركز -يا أخي- على الرياضة وعلى تمارين الاسترخاء، وكما ذكرت لك النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، كما أن تجنب تناول مركبات الكافيين كالشاي والقهوة والببيسي والكولا سيكون أمراً جيداً؛ لأن الإنسان إذا أكثر من هذه المشروبات ترتفع نسبة الكافيين لديه في الدم، وهذا يزيد من الانفعال والتوتر، والأحلام المزعجة وخلافه، فاحرص على صحتك على هذا النسق الذي ذكرته لك، وقطعاً التدخين يضعف من فعالية الأدوية، وهنالك اختلاف ما بين تأثيره على الأدوية، مثلاً لدينا دواء يسمى كلوزبين من الأدوية الممتازة جداً لعلاج الفصام المطبقة، وهو مرض الفصام الشديد، لكن التدخين يخفض نسبة فعالية الدواء بـ 50% تقريباً وهذه مشكلة نواجهه.
أخي الكريم: حاول أن تتخلص من التدخين إذا كنت مدخناً؛ هذا يؤدي إلى فعالية كاملة لأدويتك، وأيضاً في الحفاظ على صحتك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.