أتناول أدوية للاكتئاب والقلق والرهاب ولم أتحسن، فهل أستبدل الأدوية؟
2019-05-26 09:15:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أعاني من اكتئاب وقلق ورهاب اجتماعي منذ 10سنوات تقريبا، منذ فترة استخدمت علاج سيبرام، ولم أجد نتيجة منه ثم استبدلته بسيبرالكس، أتناوله بجرعة 20 منذ 8 أسابيع، ولا أشعر بتحسن، أو تحسن بسيط، لا ألاحظه، فهل يجب أن أستبدل الدواء بسيروكسات، وكيف أستبدله؟ أم أنتظر مزيدا من الوقت ليبدأ مفعوله؟ فقد بدأت أشعر باليأس، وأنه لا علاج لحالتي، ويجب أن أتعايش معها لباقي حياتي.
وشكرا لكل القائمين على الموقع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبّل الله طاعتكم.
مثل حالتك هذه يجب أن ننظر إليها من خلال أمور مُعيّنة، وأول هذه الأشياء - وهو الأهم - تأكيد التشخيص، هل بالفعل أنتِ تعانين من اكتئاب نفسي وقلق ورهاب اجتماعي بمعناه المعياري التشخيصي المرضي؟ أم هي مجرد هفوات وأعراض تأتي هنا وهناك فيها شيء من الخجل الاجتماعي وشيء من عُسر المزاج الغير مستمر؟
لابد أن يتمّ تأكيد التشخيص، وهذا قطعًا يكون عن طريق طبيب نفسي ممتاز ومميّز. هذه هي الخطوة الأولى التي أدعوك للقيام بها.
أنت ذكرتِ أنك لم تستجيبي لأدوية ممتازة، هذا يجعلنا نتشككُ في التشخيص، هذا في المقام الأول، فأرجو تأكيد التشخيص.
وإن تأكّد التشخيص يبقى بعد ذلك احتمال كبير أن نوع مشكلتك ليس من النوع الذي يُعالج بيولوجيًا، ليس عن طريق الأدوية فقط، الأدوية قد تكون مساعدة، لكن هناك أفكار يجب أن يتمّ تغييرها، كل فكرٍ سلبي وشعورٍ سلبي يجب أخذ ما هو مقابل له من فكرٍ إيجابيٍّ وشعورٍ إيجابيٍّ. هذه العملية تُسمَّى بـ (تغيير السلوك المعرفي)، وهي مهمَّة جدًّا لكثير من الذين يُعانون من الاكتئاب النفسي وحتى الرهاب الاجتماعي.
وتصحيح المفاهيم حول الذات وحول النفس وحول الوجدان أيضًا سبيل من سُبل العلاج المعرفي المهمّة جدًّا: التدبُّر، التأمُّل، التفكّر؛ هذه أيضًا من سبل العلاج.
فالذي لا يستجيب اكتئابه للدواء هذا يعني أنه يحتاج للوسائل العلاجية الأخرى، وفي جميع الحالات العناصر الأربعة العلاجية المهمّة هي (العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، والعلاج الاجتماعي، العلاج الإسلامي)، يجب أن يأخذها الإنسان مع بعضها البعض، وقطعًا يُوجد تفاوت في أهمية هذه العناصر ما بين حالة وأخرى، بعض الناس يحتاجون لعلاج نفسي أكثر، والبعض يحتاج للعلاج الإسلامي أكثر، وبعض آخر قد يحتاجون للعلاج الدوائي، وهكذا. فإذًا التفاوتات موجودة.
بالنسبة للعلاج الاجتماعي: مهمٌّ جدًّا، خاصة في حالة الرهاب الاجتماعي، وكذلك الاكتئاب النفسي، والعلاج الاجتماعي يتمثّل في أن يُلزم الإنسان نفسه بالحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية جميعها، واجباتك الاجتماعية حيال أسرتك، حيال مجتمعك، كوني شخصًا فاعلاً في أسرتك، كوني مفيدة، يجب أن تكوني صاحبة أفكار ومبادرات إيجابية لتطوير الأسرة وحفظ كيانها.
وعلى النطاق الاجتماعي: المشاركة في المناسبات الأسرية، تلبية الدعوات، القيام بواجب تقديم العزاء (مثلاً) في حالة الوفيات، زيارة المرضى، المشاركات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة، كالمشاركة في جمعية تطوعية، أو جمعية خيرية، أو دعوية، أو ثقافية، هذا مهمٌّ جدًّا، حضور المحاضرات الدينية والثقافية، الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن بالنسبة للنساء أراه ضرورية اجتماعية مهمَّة جدًّا، ممارسة رياضة تناسب المرأة المسلمة، فهذا كلُّه مهمٌّ وعلاج، وعليه يجب أن تجعلي لنفسك نصيبًا من هذه الأمور والعلاجات النفسية والاجتماعية والإسلامية، وهذا حقيقة نعتبرها العناصر العلاجية الرئيسية.
أمَّا بالنسبة للدواء: فالسبرالكس دواء رائع ولا شك في ذلك، والزيروكسات أيضًا دواء رائع، لكن أعتقد أنه ليس من المستحسن أن تستبدليه وتتنقلي بين دواء وآخر دون تأكيد التشخيص، ودون اللجوء للعناصر العلاجية الأخرى التي ذكرتها لك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل وثقتك في إسلام ويب.