كيف أقتنع أن ما أشعر به مجرد أوهام ووسواس؟!
2019-08-19 02:33:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 24 سنة، كنت مفعمة بالحيوية والطاقة، وأحب دراستي وجامعتي، ولكن هذا قبل سنة أو أكثر، فبسبب أوضاع الحرب أصابتني نوبات شديدة من الخوف والهلع، فأصبحت أخاف جدا من المستقبل ومن الغد، ولا أفكر أبدا بالقادم، وأخاف من النوم، وأفكر أنني إذا نمت لن أستيقظ، ولكن حالتي تحسنت قليلا، وحاولت أن أعود لحياتي السابقة.
منذ أسبوع عرفت أنه يجب علي أن أجري عملية جراحية، فعادت لدي الوساوس وأصابني اكتئاب، وخوف شديد، وأنا خائفة جدا من أن أجريها، وأفكر دائما بأنني سأموت وأنا داخل غرفة العمليات.
وكلما يقترب موضوع الخطوبة أخاف كثيرا، وأقول لنفسي لماذا أفرح وأنا سوف أموت؟! ولماذا أخبر أصدقائي وأنا سأموت، أنا لدي خوف كبير بداخلي، لا أستطيع أن أتأكد أن هذا مجرد وسواس ووهم، أرجو المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة وأن يُصلح الأحوال، وأن يُطيل لنا ولك في طاعته الآجال.
أرجو أن تعلمي - ابنتي الفاضلة - بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن المؤمنة ينبغي أن تؤمّل الخير وتتفاءل بالخير، وتوقن أن ما يختاره الله لها أفضل ممّا تختاره لنفسها، واعلمي أن الحروب والأزمات التي تتعرض لها الأمم والشعوب لا توجب الموت قبل حصول الأجل، ولذلك ينبغي أن تشتغلي بما خلقك الله له من العبادة والإنابة، وانطلقي في الحياة بإيجابية، وتعوذي بالله من شيطان همّه أن يُحزن أهل الإيمان، واعلمي أن كيده ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
وعليه فنحن ننصحك بإهمال الوساوس التي تمرُّ عليك لأنها من عدوّنا الشيطان، وإهمالها جزءٌ أساس في علاجها، واعلمي أن هذا الذي يحدث من تغيُّر في الوساوس دليل على أنها من عدوّنا الشيطان، ليجلب لك التوتر والأحزان، فعليك أن تُقْدمي على موضوع العملية بنفسٍ مطمئنة، واعلمي أن الطب ولله الحمد تطور، وأصبح فيه النفع الكثير للبشر، كما أرجو ألَّا تترددي في موضوع الزواج فإن فيه التخفيف عليك من صعوبات الحياة، وما يعتريك من الخوف من الزواج أو من الأشياء التي يمكن أن تحصل في المستقبل هو قلق طبيعي، لكن الإشكال يحصل عندما يزيد عن حدِّه فينقلب إلى ضدّه، لأن القلق البسيط هو الذي يدفع الإنسان للعمل ولأخذ الأسباب والقيام بما عليه، ثم عليه بعد ذلك أن يتوكل على الله.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونذكّرك مرة أخرى بأن هذا الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، فاستقبلي الحياة بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربنا المجيد، واستمري في ذكر الله تبارك وتعالى، وأشغلي نفسك بطاعته، وتجنبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وتواصلي مع إخوانك في الموقع، واشغلي نفسك بالخير قبل أن يشغلك الشيطان بمثل هذه الأمور التافهة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في موقعك.