أعاني من الاكتئاب الحاد، وأفكر في الانتحار؟
2019-09-04 03:51:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الاكتئاب الحاد، ودائما ما أفكر في الانتحار بسبب مشاكل الحياة، أنا يتيم، توفي والدي، فأنا أعمل وأدرس، لكن ضغوطات الحياة جعلتني مكتئبا، حاولت الانتحار مرة لكني تراجعت من أن أموت كافرا، فأنا أرتكب المعاصي، لكن هذه الأيام يئست من حياتي، وأخاف أن أرتكب الكثير من المعاصي، هل في هذه الحالة يعد الانتحار حراما لي؟ حياتي بائسة وأرتكب المعاصي، أعيش لأرتكب الذنوب.
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أنك لم تعد يتيما، فقد بلغتَ مبلغ الرجال، وكلُّنا لك في مقام الأخ والعمّ والخال، ونسأل الله أن يهديك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُبعد عنك فكرة الانتحار، وأن يوسّع عليك الأرزاق والمال، وأن يكتب لك السعادة ويُحقِّق لك الآمال، ورحم الله والدك وأمواتنا، وأطال لنا ولكم في طاعته الآجال.
أرجو أن تعلم أن أقصر طريق للتخلص من الاكتئاب هو الحرص على ذكر وشكر وطاعة الكريم الوهاب، والطمأنينة مكانها واحد ومصدره واحد، هو في ذكر الله وطاعته، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً}، ما النتيجة: {هو الذي يُصلي عليكم وملائكته ليُخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمًا}.
ونحن -يا بني- ننصحك بترك المعاصي؛ لأن للمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الصدر وتقتير في الرزق وبغضة في قلوب الخلق وعدم تيسير، بل إن الإنسان يُحرم الرزق بالذنب يُصيبه -كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم- بل إن المعاصي هي سبب لهلاك الشعوب والأمم، قال تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذةً رابية}، وقال: {فكلًّا أخذنا بذنبّه}، وقال: {فأخذهم الله بذنوبهم}.
ولا يخفى عليك أن أهم ما تُحقِّق به السعادة لنفسك والبر لوالديك هو العمل بالطاعات، والدعاء لنفسك ولوالديك، مع الحرص على صلة رحمك وإكرام أصدقاء والدك، وكل هذا ممَّا يجلب الرزق والسعادة والأمان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحذّرك من مجرد التفكير في الانتحار، فإن في ذلك خسارة الدنيا والآخرة، واعلم أن مجرد تمني الموت مرفوض حتى لو كان الإنسان على المعاصي، لأن في طول العمر خيرا للإنسان، ولعلَّ العاصي يتوب ويعود إلى الله، وعليه فنحن ندعوك إلى تعجيل التوبة، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا ممَّن طال عمره وحَسُنَ عمله.
والانتحار حرام في كل الظروف والأحوال، فتعوّذ بالله من وساوس الشيطان، وعاند عدونا بنقيض قصده، وأشغل نفسك بالطاعة والقرب من الرحمن، واستعن بالله ولا تعجز.
وفقك الله وسدد خطاك.