أحاول أن أتغير للأفضل ولكني لا أثق بنفسي.
2019-09-26 01:14:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 18 عاما، أحس أنني بلا فائدة بين أهلي وبين كل من أعرفهم، أحس أنني عبء على أهلي، فعندما يتحدث أهلي عن المواهب والإنجازات أحس كأنني عديم المواهب.
نجحت في الثانوية العامة بمعدل ليس بممتاز، مع العلم أنني اجتهدت وتعبت وسهرت الليالي، بينما كل أقراني حصلوا على معدلات ممتازة، أشعر أنني غبي ومفتقر للذكاء، رغم أنني حافظ لكتاب الله كاملا عن ظهر قلب، وأحاول جاهدا أن أزيد من ذكائي، وأقرأ الكتاب، وأطور مهاراتي، ولكن لا أشعر بفرق، ولا أحس بنتيجة، دعوت الله -عز وجل- بدعوات كثيرة، مع أنني لم أيئس من الدعاء وأنا موقن بالإجابة ولكن لم يستجب لي.
عندما أكون بين جمع بين الناس وكان شخص ما يتكلم أمام الناس فإذا هذا الشخص الذي يتكلم سألني سؤالا أشعر فجأة بزيادة في دقات القلب، وأحس أن شيئا ينزل من فرجي، فأنا لا أخاف من الناس، ولكن الحالات هذه تأتي رغما عني، أريد وأتمنى أن أصبح جريئا وبارعا في الكلام، أبي دائما يؤنبني لأني لست بارعا في الكلام، ودائما أشعر بإحباط من كلام أبي.
أحاول دائما أن أتغير إلى الأفضل ولكن النتيجة سلبية، فليس لدي أصدقاء مقربين لهذا لا أجد من يساندني في محنتي ومشاكلي، أريد أن أصنع الإنجازات في حياتي، خاصة وأنا في بداية حياتي في هذا السن، ولكن هذه المشاكل تعيقني، خاصة وأن هدفي أن أصبح من الدعاة إلى -الله عز وجل-، أريد أن أعرف الناس بحقيقة الإسلام، فأنا أحزن عندما أرى صورة الإسلام تتشوه، ساعدوني في محنتي بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك دوام التواصل والاهتمام والسؤال، وهذا يدل على أنك على خير، وسوف تتخطّى الإشكال، ونسأل الله صلاح الأحوال وتحقيق الآمال.
أنت مهمٌ عند أهلك وعندنا، ونحن سعداء بما تكتبه إلينا، وأنت نجحت وهناك من لم ينجح أصلاً، فانظر إلى مَن هم دونك حتى تتعرف على نعم الله عليك، فإن عرفتها وشكرتها كانت سببًا للزيادة وسبب لحفظ ما أولاك الكريم من النِّعم.
وإذا كنت تقرأ فأنت تتقدّم، وقُرَّاءُ اليوم هم قادة الغد، ومحاولاتك في تطوير المهارات وتحريك الذكاء ستكون لها ثمارها بحول الله وقوته.
وقد أسعدنا توجهك للكريم المتعال، ونبشرك بأن من عرف باب الدعاء يكون مأجورًا وفائزًا في كل الأحوال، لأن ربنا إمَّا أن:
1) يستجيب الدعاء.
2) يدفع عنك بهذا الدعاء به البلاء.
3) يكتب لك بهذا البلاء وبهذا الدعاء الأجر والثواب.
فأنت رابحٌ في كل الأحوال، وقد سُرِرْنا ليقينك بالإجابة، ونهنئك على ذلك، وأبشر فإن الله سميع الدعاء.
نوصيك بتطوير مهاراتك الاجتماعية، واعلم أن كل الناس يُخطئ، ومعظم الناس لديهم رهبة من الأسئلة، ولكن علمك أن كل الناس يُخطئوا وقد يُصيبوا سوف يُخفف عنك ما أنت فيه، فلا تعطي الأمر أكبر من حجمه، ونحن بلا شك لا نوافق على تأنيب الوالد لك، ونتمنّى أن يكون في ذلك الدافع لك لمزيد من التطوير، واعلم أن الوالد يريد لك الخير حتى لو أخطأ في طريقة التعامل معك ولم يركز على التشجيع، فاعرف قصد الوالد وشجع نفسك، واستمر واجتهد.
وأرجو أن تعلم أن كل من في الموقع هم آباء لك وإخوان وأصدقاء، فاستمر في تواصلك، وتقرب قبل ذلك وبعده إلى ربنا وربك رب العالمين.
ورغبتك في أن تكون داعية يدل على همة، فاصدق الله يصدقك، وأنت مأجور على غيرتك وعلى رغبتك في تعريف الناس بالإسلام، ونوصيك بتقوى الله، ونكرر الترحيب بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.