مشاعري متقلبة ومختلفة تماما عما يحدث في الواقع!
2019-10-07 02:30:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 20 سنة، أعزب، منذ صغري وأنا كثير التفكير، وقد تعرضت لضغوطات نفسية شديدة في سن 17، من رهاب اجتماعي وخوف من المدرسة، واستمرت ثلاث سنوات، وبعد التحاقي بالجامعة وتحسن وضعي النفسي أصبحت اجتماعيا، وكونت علاقات، وصرت أكثر نجاحا.
وفجأة رجعت الحالة وصرت كثير التفكير، وأصبت باختلال الأنية، وتقلبات الحالة المزاجية، وصرت لا أعرف نفسي، فكل يوم لي شخصية ولي مزاج مختلف، فالأشياء التي أعجبتني بالأمس تصبح بلا قيمة في اليوم التالي، وأصبحت أعيش كل فكرة ترد على بالي، فإذا فكرت في شيء جميل انخرطت في ذلك الشيء وعشته، والعكس، فهل هذا أحلام اليقظة؟ أصبحت مختلفا عن الواقع، فمشاعري مختلفة تماما عما يحدث في الواقع، ودائما مشاعري متقلبة حسب ما أفكر فيه!
لا أعاني من مشاكل في وقتي الحالي، بالعكس فأنا أعيش عيشة هنية، ولكن هذه الاضطرابات النفسية لا تزال مستمرة، فلربما كانت هذه الاضطرابات بسبب كتم الشعور الذي عانيته طوال السنوات السابقة.
راجعت طبيبا نفسيا، وشخص حالتي باضطراب ثنائي القطب واختلال الأنية، ووصف لي فينيكس 150، استمررت عليه لمدة شهر، ولأنه لم ينفعني، فقد غيره إلى تيجريتول 400 حبتين، سيركوسات 20 ثلاث حبات، وزبريكسا 5 حبة، وكانت النتيجة غير مرضية، ولم أشعر إلا بتحسن خفيف، وهذا التحسن كان في تخفيف تسارع الأفكار، وأما الأعراض الأخرى فما زالت مستمرة، علما أني مستمر مع العلاج منذ 4 أشهر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
أنا أعتقد أن لديك شيئا من قلق المخاوف وبعض التقلبات المزاجية، لا أستطيع حقيقة أن أقول إنها وصلت لدرجة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؛ لأن هذا مرض معروف له معايير تشخيصية، لكن ما دام الطبيب قد ذكر لك أن هذا هو تشخيصك، فأعتقد من الأفضل أن تقبله؛ لأن الطبيب قطعاً في وضع أفضل مني، حيث إنه قام بمعاينتك وفحصك، ولا بد أن يكون استوفى الشروط التشخيصية للاضطراب الوجداني ثنائي القطب -لا أعتقد أن الطبيب سوف يذكر هذا الأمر إذا لم يجد أدلة أو رؤية قاطعة تشير إلى ذلك-.
الأدوية التي أعطيت لك بالفعل هي التي تستعمل لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، في حالة أن المكون الاكتئابي قوي، الشيء الوحيد الذي استوقفني أن جرعة الزيروكسات كبيرة نسبياً، 60 مليجراما في اليوم، أي بمعدل 20 مليجراما ثلاث مرات في اليوم، أعتقد أنها جرعة كبيرة نسبياً، التجرايتول أيضاً جرعته كبيرة لكنها صحيحة ما دام هنالك شيء من تقلب المزاج الشديد، عموماً الأدوية دع الطبيب يقرر حيالها، ولكن من حقك أن تناقشه، ما دمت لم تستفد منها فيمكن أن ينقلك إلى دواء آخر، وقد لا تحتاج لثلاثة أدوية، دائماً عندما نقلل من هذه الأدوية هذا يكون أفضل.
أيها الفاضل الكريم: العلاج غير الدوائي أيضاً مهم بالنسبة لك، وأهم شيء فيه هو أن لا تنقاد بأفكارك ولا تنقاد بمشاعرك، إنما تنقاد بأفعالك، وهذا يتطلب أن تكون شخصاً مثابراً مجتهداً لا تنقاد للتكاسل أبداً، تدير وقتك بصورة صحيحة، تنام ليلاً نوماً مبكراً؛ لأن ذلك يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ ويحسن مسارات الموصلات العصبية الدماغية؛ مما يجعل الإنسان في حالة ارتياح وسكون نفسي، استيقظ مبكراً وبعد صلاة الفجر يمكن أن تدرس قليلاً؛ لأن التركيز في هذا الوقت ممتاز جداً، مارس الرياضة، كن منتبهاً في دراستك، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، احرص على الصلاة في وقتها، تخير صداقات فاعلة ومفيدة؛ هذا كله سوف يصرف انتباهك تماماً عن الأفكار التي تزعجك وعما أسميته خلل الأنية، وأنا حقيقة أشتبه كثيراً حول هذا التشخيص؛ لأن معاييره غير واضحة والإنسان إذا تجاهله أفضل.
اجعل من حياتك شيئا مفيدا، المطلوب هو الحيوية، المثابرة، الاجتهاد، الترفيه عن النفس بما هو طيب، الصلاة في وقتها، بر الوالدين، وهذا كله علاج مهم جداً، العلاج ليس الدواء فقط، نعم الدواء يساهم، وهذه الأدوية أفادتنا كثيراً، ولكن أن لا نعتقد أنها هي فقط التي تعالجنا هذا جزء من الرزمة العلاجية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.