أخشى أن لا أحب خطيبي الجديد كما أحببت خطيبي القديم الذي تركني!
2019-10-08 04:25:34 | إسلام ويب
السؤال:
كنت مخطوبة وكنت أحب خطيبي، لكنه لم يحبني وتركني بدون حتى أن يودعني برسالة، واكتفى بفسخ الخطبة مع أبي، بعد فسخ الخطبة بأسبوع تقدم لي ابن عمي، شاب يحبني منذ الطفولة لكنه لم يعترف لي قط، حافظ لكتاب الله، وظيفته ومركزة عالي، لم أكن موافقة في البداية، وأخبرتهم أني لست جاهزة، وأني أحتاج أن أنسى خطيبي القديم، وانتظروا لمدة شهر، ثم حصلت النظرة الشرعية، كنت سعيدة وقتها.
مضى شهر منذ النظرة الشرعية، أشعر بسعادة وراحة تارة، وخوف وكآبة تارة أخرى، وأشعر برغبة في فسخ الخطبة، أود الموافقة، لكن أخاف أن أظلم ابن عمي وأن أكون لا أزال أحمل مشاعر لخطيبي القديم، وأحيانًا أشعر بالسعادة من موضوع الخطبة وأحيانًا لا، والمشكلة أني أشعر بالسعادة حين أرى ابن عمي، لكن أشعر بالخوف من موضوع الخطبة وأخاف أن لا أحبه كما أحب خطيبي القديم.
لا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أبنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
اعلمي أن ما يحصل للإنسان على ظهر هذا الكوكب إنما هو بتقدير من الله سبحانه، بل كل ما يحصل في هذا الكون هو كذلك، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب، قال، وما أكتب، قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة)، وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس)، والكيس الفطنة.
خطيبك الأول ليس من قدرك ولا من نصيبك، ولذلك صرفه الله عنك لحكمة يعلمها الله سبحانه، وربما ما كنت ستسعدين معه ولكان وبالا عليك، فما عليك إلا الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره.
لا ينبغي لأي أحد أن يعلق قلبه وحبه بشخص ما زال خارج إطار الزوجية طالما وهو يتوقع أن يحدث أي شيء، فالحب إنما يكون في إطار الزوجية وما سوى ذلك فقد يتحقق أو لا يتحقق، فإن لم يتحقق ظهرت الآثار السلبية كمرض الاكتئاب وغيره.
خطيبك الجديد فيه مواصفات ممتازة، وأهم ما يجب أن تحرصي عليه في شريك حياتك أن يكون صاحب دين وخلق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
المشاعر التي لا تزالين تجدينها في قلبك لخطيبك الأول ستزول -بإذن الله- فعليك أن تنسي ذلك الرجل وتفكري بالصفات التي عند خطيبك الجديد، فهو -إن شاء الله- رجل صالح طالما وهو يحفظ كتاب الله العزيز، ومكانته في المجتمع مرموقة، ثم هو ابن عمك، وأوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعي بالدعاء المأثور، وتوكلي أمرك لله يختار لك ما يشاء، فإن سارت أمور الخطوبة وما بعدها بيسر وسهولة، فهذا يعني أن الله قد اختاره ليكون زوجا لك وإن تعسرت وانغلقت الأبواب فهذا يعني أن الله صرفه عنك، وكوني على يقين أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك.
ما تجدينه من الخوف ألا تحبي حطيبك الجديد ما هو إلا من وساوس الشيطان الرجيم، فلا تعولي على ذلك، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ووساوسه.
أوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك ويزول همك وينشرح صدرك يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وعليك أن تتحيني أوقات الإجابة وأيقني أن الله سيجيبك.
أحسني الظن بالله تعالى فإن الله عند حسن ظن عبده به، ففي الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة، وأن يختار لك ما فيه الخير.