وسواس الرياء يثبط عزيمتي في تلاوة القرآن وحفظه، فما الحل؟
2019-10-21 01:26:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو المساعدة، فأنا أعاني من وسواس الرياء في كل عمل أقوم به، أتعوذ من الشيطان وأستغفر وأدعو الله أن يرزقني الإخلاص في النية، ولكن كأني أكذب على نفسي، حتى حفظي للقرآن أخاف أن يكون حجة علي، حيث يأتيني الوسواس عند التلاوة أو الحفظ، وعندها أكره نفسي وأتذكر أن أهل القرآن أول من يحاسب يوم القيامة.
الخوف من الآخرة يطاردني دائما، وأتمنى أحيانا لو لم أكن من حفاظ القرآن، ولعلمي أنهم أهل الله وخاصته أثبت على الحفظ والمراجعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابنتنا وأختنا الفاضلة - ونشكر لك الاهتمام، ونهنؤك على خوفك من الرياء فما خافه إلَّا مؤمن، وندعوك إلى أن يكون الخوف بالمقدار المناسب، وأن تضعي إلى جوار الخوف الرجاء، فهما كالجناحين للطائر، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لك الطمأنينة والآمال.
لا شك أن الاستمرار في حفظ وتلاوة القرآن هو أهم ما تعالجين به وساوس الشيطان، فعاملي عدوّنا بنقيض قصده، وازدادي إقبالاً على كتاب الله، وأحسني الظن بالله، واعلمي أن مقامك حيث مقامتك لكتاب الله، فذهابك لحفظ القرآن دليل على خير يريده منك ولك الرحمن الرحيم، فاحمدي الله على توفيقه، وواجهي الوساوس بالإهمال، وقبل ذلك بالإيمان وبالأذكار وتلاوة القرآن، وعمّري قلبك باليقين برحمة الرحيم موفق الإنسان.
لا يخفى على أمثالك أن الخوف من الرياء، والعمل على تجنبه مطلوب، ولكن ليس بالوسوسة وتقييم الأمور، بل بتجريد التوحيد والحرص على مراقبة الله وحراسة القلب بالأذكار وبالإكثار من الطاعات الخفية كالصيام والقيام وصدقة السّر، ثم بسؤال الله تعالى وبالتعوذ منه سبحانه من النفاق والشقاق وسيء الأخلاق.
أنت و-لله الحمد- على خير، واستشارتك دليل على تميزك ورغبتك في الكمال، ومثل هذه الوساوس تُصيب في الغالب من يتميزون ويكون لهم طموح عال ورغبة في الكمال والمثار.
استمري في ما أنت عليه من القرآن والخيرات، وواجهي أي وساوس بالإهمال والتجاهل، وتواصلي مع موقعك وتفقهي في دينك، فإن الفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد وعابدة.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.