ساعدوني في اتخاذ القرار.. من أتزوج؟!

2019-12-09 00:56:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تقدم لي شخص ملتزم، أخلاقه حسنة، بعد تردد كبير منه تركني بحجة أن أمه لم توافق، ثم عاد بعد شهر، فهو لا يعرف ماذا يريد حتى قام بالعمرة، ثم أخبرني أنه مستعد للزواج بي، وفي نفس الوقت تقدم لي شخص آخر لا يصلي، ولكن أخبرني أنه سيصلي وًمستعد أن يتقدم لي اليوم قبل الغد، فمن أختار؟! تردد الشخص الأول يجعلني لا أثق فيه.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ كريمة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
إن مشروع الزواج ليس مشروعا آنيا، وإنما المراد به الديمومة والاستمرار -بإذن الله تعالى- من أجل ذلك جعل الشرع مواصفات لكل شريك، وأهم هذه المواصفات أن يكون صاحب دين وخلق، ويضاف لها بقية الصفات التي يرى كل شريك أنها من أسباب استدامة الحياة، وتجذر المحبة، وجلب المودة، يقول عليه الصلاة والسلام في حق الرجل: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان، ويقول في حق المرأة: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.

الزواج رزق من الله سبحانه يأتي في الوقت الذي قدره الله، ويظهر الرجل أو المرأة الذي اقتضت إرادة الله أن يكون شريك الحياة، وبذلك تتهيأ الظروف وتتيسر لعقد الشراكة بين الطرفين، وما لم يكن ذلك قد قدره الله تعالى فمهما بذل كل طرف من أجل أن يتزوج بالآخر فلن يتمكن، والزوج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك.

احرصي كل الحرص على أن تكوني على يقين من أن الصفات المطلوبة متوفرة، وهذا لا يمكن معرفته إلا من خلال البحث والسؤال، مع عدم التعجل، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وفي الحديث الشريف: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).

الشخص الذي يصلي خير من الشخص الذي يعد بالصلاة إذا تزوج؛ لأن الأول متدين في الأصل، بخلاف الثاني فيخشى أن تكون صلاته من أجل أن يتمكن من الزواج، ولعله بعد أن يتحقق مراده يعود لترك الصلاة.

عليك أن تتيقني من أن هذا الرجل الذي عاد مرة أخرى لخطبتك تمكن من إقناع والدته بالزواج منك؛ لأنه إن كانت والدته رافضة فقد تستمر في التضييق عليه ومقاطعته وتهديده، ولعله يرضخ لرغبة أمه ويفارقك، فلا أنصحك بالزواج من الرجل القاطع للصلاة، ولا الموافقة على الذي يصلي إن كانت والدته غير موافقة، وخاصة إذا كانت شخصيته ضعيفة.

أوصيك دوما بأن تصلي صلاة الاستخارة قبل الإقدام على الأعمال الجليلة كالزواج، وتدعي بالدعاء المأثور، وتوكلي أمرك إلى ربك ليختار لك ما يشاء، فإن وجدت راحة وطمأنينة في قلبك فتوكلي على الله، وعلامة اختيار الله لك أن الأمور ستسير بيسر وسهولة، ولن تكون هنالك أي عقبة، وإن كنت لا تجدين طمأنينة في قلبك فلا تقدمي عليه.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.

اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فبذلك تستجلبين الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

www.islamweb.net