لا أحسُّ بانجذاب لخطيبتي ولديَّ حيرة في الاستمرار أو الفسخ؟
2020-02-02 04:36:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعيش مغتربا، ورأيت فتاة في فترة إجازتي، وأحسست بقبول فخطبتها، وكنت أحس بانجذاب لها، وشكلها مقبول، وهي على خلق.
بعد ما رجعت من الإجازة القصيرة (شهرا فقط)، ورجعت لشغلي في البلد الثاني، ورأيت صورها أحسست بأني تسرعت، وأني قد أجد أحسن منها بكثير؛ كمواصفات جمالٍ وشكلٍ وتعليمٍ أعلى، وبعدها لم أحس بأي انجذاب لها، لا أعرف هل هذه وسوسة شيطان؟ أم فعلا ليس هناك رغبة بها؟ أم أني ربما سمعت كلاما من أحد أثّر عليّ، أخاف أن أكمل الزواج فأظلمها وأظلم نفسي، وأنظر للأخريات!
أريد أن أغض بصري وأكمل حفظي للقرآن، ويكون زواجي نقلة لي للطريق إلى الله، أنا محتار وخائف أن أتركها فأكون ظلمتها؛ لأنه فسخ بغير سبب أو عيب واضح، ولو أكملت فأخشى أن أندم كثيرا بعد الزواج!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويقدر لك الخير، ويُصلح الأحوال، وأن يغنيك بالحلال، وأن يُحقّق لنا ولكم السعادة والآمال.
أرجو أن لا تقف عند المتغيرات التي حصلت في قلبك، فالعبرة بالانطباع الأول والارتياح والانشراح الذي حصل بينكما، وعليك بغض بصرك؛ لأن إطلاق البصر مخالفة شرعية، وهو مدخل للشيطان الذي يُزهد في الحلال، ويزيِّن ويُجمّل الحرام، وقد صدق من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائدًا ... لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه .... ولا عن بعضه أنت صابر
فانتبه لنفسك وتوقّف عن النظر والبحث، واجتهد في إكمال مشروع الزواج، فإنه خير دافع وسبب للتوقف عن التطلع للحرام، ومن المهم أن تعلم أنك لن تجد امرأة بلا نقائص، كما أنك لست خالٍ من العيوب، فنحن جميعًا بشر، والنقص يطاردنا، ولذلك كان التوجيه النبوي: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضيَ منها آخر).
واعلم أن لكل امرأة إيجابيات وسلبيات، كما أن ما تشاهده من صور المتبرجات لا يمكن أن يكون بديلاً عن العفيفات، والفتاة المتبرجة لا تظهر إلَّا أجمل ما فيها، وتُخفي كل العيوب، والشيطان يُزيِّنها ليفتن بها ويفتنها، وأنت مطالب بغض بصرك قبل الزواج وبعده، ومن يغض بصره يسعد مع زوجته الحلال، ومن لا يغض بصره لا يكفيه نساء بغداد وإن تزوجهنَّ، كما قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالتمسك بالفتاة التي اخترتها، ولا تفعل مع بنت الناس ما لا ترضاه لبناتنا وأخواتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.