أعيش في عزلة وحزن وملل من الحياة.. أريد دواء

2020-02-12 02:15:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من حزن وملل من الحياة وعدم الاستمتاع، وأفضل الهدوء والعزلة، ولا أتحمل الأصوات المزعجة، وتراودني أفكار سقيمة للمستقبل وتنغص علي حياتي.

بدأ معي هذا الشيء منذ ١٣ سنة تقريبا، أضغط على نفسي من غير علم أحد، واستخدمت (سبرالكس٢٠)، وزاد وزني، ثم (بروزاك٤٠) لمدة سنة، وتوقفت ورجعت الأعراض.

ما رأيك يا دكتور في حالتي؟ مع العلم بأني أستخدم (عشبة القديسين ١٠٠٠) قبل النوم، ولي شهرين، والفرق خفيف إلى متوسط، أريد دواءً واحدا فقط لا يزيد الوزن، ولا يؤثر على الانتصاب، ولا يسبب النوم، وهل أستمر على عشبة القديسين مع الدواء أم أنها تتعارض مع الأدوية؟ وكم المدة المناسبة للعلاج؟

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي الذي يظهر لي أنك تعاني من حالة من الكآبة البسيطة، لكنها مزمنة وذات استمرارية، وهذه تسمى دوثاميه doisthymia، وحقيقة هذه تتطلب تغيير نمط ومنهج الحياة أكثر من تناول الأدوية، ونمط الحياة يمكن أن نغيره ونجعله إيجابياً، الله تعالى حبانا بمقدرات كثيرة جداً على أن نتغير.

أولاً: يجب أن تكون لديك العزيمة والشكيمة والمصداقية في أن تتحكم في نفسك ولا تطاوعها أبداً فيما هو سلبي، من أهم الأشياء التي تمثل دفعاً نفسياً إيجابياً، وتعطي شعوراً بالرضا هو الالتزام التام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلف أخي من واجب اجتماعي أبداً، تلبية الدعوات، الذهاب إلى المناسبات، الأعراس، تقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، صلة الرحم هذه يا أخي تمثل مكافئة ومردود إيجابي جداً للإنسان، والآن كل الأبحاث النفسية الحديثة أثبتت ذلك بما لا يدع مجالاً للشك.

الأمر الآخر هو أن تنظم وقتك، وتنظيم الوقت دائماً يعود بفائدة عظيمة على الإنسان، يشعر الإنسان من خلال تنظيم الوقت أنه بالفعل يؤدي وينجز ويفيد نفسه ويفيد الآخرين، وهذا هو مبتغى الحياة يا أخي، الصلاة في وقتها مع الجماعة من أكبر الدعائم النفسية التي تفرج الكرب والكدر.

الاستيقاظ المبكر، والاستفادة من الوقت من الوقت بعد صلاة الفجر، هذه يا أخي علاجات مهمة جداً، وذلك بجانب أن تجعل لحياتك هدفا، ما الذي تريد أن تصل إليه، ما هو مبتغاك، احرص على هذه الكيفية من نمط الحياة، وبحول الله تعالى وقوته تتغير أمورك وتصبح أكثر قدرة وسعادة، ولا تأسى على الماضي، ولا توسوس حوله، ويجب أن تتخلص من القلق التوقعي بمعنى أن لا تتوقع هذه الكآبة كثيراً ما نجلب لأنفسنا وذواتنا ووجداننا فكراً سلبيا من خلال توقع ما هو أسوأ، من خلال الوسوسة حول الماضي، من خلال التأويلات والتفسيرات الخاطئة في مشاعرنا.

بالنسبة للدواء قد يكون عقار برينتلكس pirntlex، والذي يسمى فوركستين vortioxetine بجرعة 10 مليجرام، أعتقد أنه سيكون كافيا جداً بالنسبة لك، هو أحد محسنات المزاج الجديدة نسبياً وليس له تأثير سلبي على الأداء الجنسي، ولا يسبب النوم، أعتقد أنه سوف يكون دواء مثاليا بالنسبة لك، ولن يتعارض مع عشبة القديسين.

هذا يا أخي هو الذي أنصحك به، وأعتقد أنه يجب أن تركز على الجوانب العلاجية غير الدوائية بجانب تناول الدواء، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net