أعاني من عقدة بسبب قدمي، فكيف أتخلص منها؟
2020-03-05 00:29:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني منذ صغري من عقدة، وهي أني لا أحب قدميّ، ولا أحب إظهارهما، ولا أن ينظر إليهما أو يلمسهما أحد، والسبب أن ظفر الأصبع الكبير في القدمين فيه خطوط بالطول، فكان أخي -سامحه الله- دائماً ما يسخر من مظهره، وهذا الأمر كان يؤذيني بشدة نفسياً، فكنت ألبس الجوارب طوال اليوم إلا وقت النوم، وعندما كبرت قلت العقدة قليلاً، لكني ما زلت لا أقدر على تحمل أن ينظر أحد إليهما أو يلمسهما على الإطلاق، حتى مع لبس الجورب، وهذا سبب لي أذى نفسيا، وحتى أثناء صلاة الجماعة، فكيف أتخلص من هذه العقدة؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والتواصل مع موقعك والسؤال، ونسأل الله أن يقنعك ويرضيك بما قدره لك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك السعادة والأجر والآمال.
أرجو أن يعلم الجميع أن كل ما خلقه الله جميل، وقد خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونعم الله مقسمة، والسعيد هو الذي ينظر إلى النعم فيؤدي شكرها فينال بشكره لربنا المزيد، والمسلم مطالب بأن ينظر في كل أمور الدنيا إلى من هم أقل منه حتى لا يزدري ويحتقر نعم الوهاب عليه، أما في أمور الدين فالنظر إلى من هم أعلى حتى يحصل التأثر بهم والاجتهاد في اللحاق بهم.
وعليه فنحن ندعوك إلى أن تحب نفسك، وتحب أعضاء جسدك كلها، وأعلم أن النقص يطاردنا جميعاً، والكمال لله وحده، ولا يعيب على الآخرين إلا جاهل غافل عن عيوب نفسه، وذاك لون من الخذلان، فلا تغتم لما يحصل ولا تهتم، واكتشف الجوانب التي يشرك الله بها، وتذكر أن ربنا العظيم لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا والناس يتفاضلوا بتقواهم لله، والأموال والأجساد هبة من الله ولا يترتب عليه ثواب أو عقاب ولكن الثواب والعقاب يترتب على طاعتنا أو عصياننا.
فاشغل نفسك بما خلقك الله له من العبادة ولا تعطي هذا الموضوع أي اهتمام حتى لا يؤثر عليك بل أحمد الله الذي لم يبتليك بعيب في وجهك أو في رأسك.
ولا يخفى عليك أن سخرية الناس دليل على نقصهم، وأن تلك السخرية تستمر ويكتب لها العمر عندما يتأثر الإنسان لكلام الناس، ولكن إذا أهملت هذه الأشياء فسوف يسكت ويتوقف كل عياب مسيء، واحرص على شغل نفسك بالخشوع في صلاتك، واعلم أن في الصلاة شغلاً.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.