هل أتزوج من فتاة لا تحبني وتحب شخصا آخر؟
2020-03-15 03:35:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 24 سنة، خطبت فتاة عمرها 18 سنة، لصغر سنها اتفقنا على الزواج السنة المقبلة.
بدأت قصتي بعد موت جدي الذي ترك وصيته والتي تقول بأن أتزوج ابنة خالي، تحدث خالي ووالدتي معي في هذا الموضوع لكي يحصلوا على موافقتي، قبل الموافقة على الزواج قلت لهم هل ابنة خالي موافقة؟
فقالوا لي: بأنها موافقة.
اتصلت بابنة خالي وتحدتث معها في الموضوع، وقلت لها: هل أنت موافقة؟ فأجابت بالقبول، فتحدثت مع أمي وقلت لها: بأني أوافق على الزواج.
لكن بعد مرور خمسة أشهر قالت بأنها لا تحبني، وإنها تكن مشاعر لشخص آخر، لكن بعد الحديث معها أخبرتني بأنه منذ شهرين وهي تتحدث معه عبر الهاتف دون علمي، وإنها تحبه كثيرا ولن تستطيع العيش بدونه، وبصراحة لا أعرف ماذا سأفعل؟!
أرجو مساعدتي.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
فإن الزواج رزق من الله، يسير وفق ما قدره الله سبحانه، لا يخرج من ذلك شيء، فمن كانت من رزقك يسر الله لك الزواج بها، ومن لم تكن من نصيبك فلن تتمكن من ذلك ولو بذلت كل الوسائل.
الزواج لا يتم وفق رغبة أو وصية أو مشيئة فلان، لأن مشيئة الله هي النافذة قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
قد يحصل في بعض الأحيان أن يتوافق اثنان على الزواج وتتم الخطوبة، بل والعقد، وقبل الزفاف بأيام ينتهي كل ذلك، سواء كان بإعراض الرجل أو المرأة، وذلك لأن كلا منهما ليس من رزق الآخر، وما تم من الخطوبة والعقد وإنهاء كل ذلك بتقدير الله سبحانه، والعبد إنما قام بفعل الأسباب التي أدت لذلك.
قد تجبر المرأة على الزواج من رجل، أو يجبر الرجل على الزواج بامرأة ويتم الزواج ثم يحدث الطلاق قبل الدخول، أو قد يدخل بها ويستمر الزواج لأيام فقط ثم يفترقا، وهذا كذلك سارٍ وفق قضاء الله وقدره، فعليك أن تكون مؤمنا بذلك راضٍ بما حصل لك مع هذه المرأة.
لا تجعل رفض هذه الفتاة للزواج منك يغير من حياتك، ولا أن تتوقف عجلة حياتك، فابحث عن شريكة حياتك واحرص على أن تكون صاحبة دين وخلق، يقول عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع؛ لدينها وجمالها ومالها وحسبها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب، فلا خير في زوجةٍ لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
كل أقدار الله فيها خير للعبد وإن بان له أن ذلك شر، فما يدريك لعلّ الله صرف عنك شرا ما كنت لا تعرفه فيما لو تزوجت بهذه المرأة.
أوصيك بعد أن تجد من توفرت فيها الصفات وقبل أن تقدم على الخطوبة أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور ثم تتوكل على الله وتتقدم لخطبتها، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فاعلم أن الله تعالى قد اختار لك هذه المرأة لتكون زوجة لك، وإن تعسرت الأمور وأغلقت الأبواب فاعلم أن الله صرفها عنك، وكن على يقين أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك؛ لأن الله تعالى يعلم ما لا تعلمه.
مهما كان عند تلك الفتاة من الصفات فلن تكون حكرا عليها، بل قد تجد ما هو أفضل منها، فلا تحسر على رفضها.
لا يمكن أن يستقر الزوج مع زوجته ما لم يكن الحب متبادلا بينهما، ولذلك كان من أمانتها أن أخبرتك بمشاعرها، ثم إن هذه الفتاة فيما يبدو ليست بتلك الاستقامة، وإلا فكيف تسمح لنفسها بالتحدث مع شخص أجنبي خارج إطار الزوجية.
أوصيك أن تتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتسعدها في هذه الحياة.
الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيجلب لقلبك الطمأنينة والسكينة كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة ويوفقك لكل خير.