أعجبت بفتاة معي في العمل، فكيف أخطبها وأنا في الغربة؟
2020-03-16 16:26:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعمل بالخارج، وعمري ٢٩، وأرغب بالزواج، ولي زميلة بالعمل أعجبت بها وبحيائها، ولم أتحدث معها، وصليت الاستخارة وأجد لها في نفسي قبولا.
فسؤالي: كيف أطلب خطبتها؟ وللأسف جميع الزميلات في نفس المرحلة العمرية، فلا أستطيع أن أخبر واحدة منهن لكي تسألها! فهل يجوز سؤال الفتاة مباشرة وبصراحة، أو أرسل لها رسالة على الواتس؟ هل ما أنا فيه الآن معصية بالتعلق بهذه الفتاة؟ ويعلم الله أنني أحاول دائما مراعاة أدب الاختلاط.
نرجو من الله السداد وأن يجعلكم سببا في النصح والرشاد وأن يشرح صدري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mouslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:
لا يكفي للزواج من أي فتاة أن تعجب بها أو بحيائها، بل لا بد أن يتوفر فيها ما حثنا عليه نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، وجمالها، ومالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك، التصقت بالتراب، فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
قبل أن تعلق نفسك بهذه الفتاة لا بد أن تعرف إن كانت هذه الفتاة من غير بلدك هل يسمح لك بالزواج منها أم لا؟ فبعض قوانين الدول تمنع من الزواج من رجل أجنبي إلا وفق شروط صارمة وبعضها تمنع بالمرة.
إن كانت من أهل بلدك وأهلها موجودين فهذا سييسر الأمر -بإذن الله تعالى- وفي هذه الحال إن توفرت فيها المواصفات التي ذكرتها لك فلا بأس أن تكتب لها ورقة، أو ترسل لها رسالة عبر الواتس أب، أو رسالة نصية تخبرها بإعجابك وبرغبتك في الزواج منها إن كانت غير مخطوبة، فإن وافقت فعليك أن تأتي البيوت من أبوابها فتذهب إلى وليها الشرعي وتطلبها منه.
بعد موافقتها أوصيك أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعو بالدعاء المأثور، فإن طلب المرأة من ربه أن يختار له فيه الخير والبركة؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه؛ لأن الله تعالى يعلم ما لا نعلم.
بعد هذا توكل على الله واذهب إلى وليها الشرعي واطلبها منه، فإن سارت الأمور على ما يرام وبيسر وسهولة فاعلم أن الله اختارها لتكون زوجة لك، وإن تعسرت الأمور وانسدت الأبواب فهذا يعني أن الله صرفها عنك، وفي هذه الحال عليك أن تبحث عن غيرها ممن تتوفر فيها الصفات الحسنة.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، وألح على الله بالدعاء، وكن على يقين أن الله لن يرد يديك صفر.
كن على يقين أن الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، ولكنه يسير وفق ما قضاه الله وقدره، فمن كانت من نصيبك فلن يستطيع أحد أن يحول بينك وبينها، ومن كانت من غير نصيبك فلن تستطيع الزواج بها ولو أنفقت كنوز الدنيا؛ لأن مشيئة الله هي النافذة وإذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون.
لو فاتتك هذه الفتاة فاعلم أن ما عندها من الصفات ليس حكرا عليها، بل قد تجد من هي أفضل منها وتتوفر فيها تلك الصفات وزيادة فلا تحصر نفسك في مكان ضيق ولا تضيق على نفسك أمرا قد وسعه لك، فالفتيات كثيرات ولله الحمد.
لا يمكن الجزم بأن حالتك مع هذه الفتاة قد وصلت إلى حد التعلق، بل قد يكون أمرا طبيعيا؛ لأن التعلق مرض يصيب القلب فيصبح هائما بمن تعلق به، ويمرض إن فارقه، ويقلق إن غاب ولم يره وغير ذلك، ولا أظن أنك وصلت إلى هذا الحد.
نوصيك بتقوى الله والاجتهاد في تقوية إيمانك بالله من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك سيولد في قلبك مراقبة الله، ويمنعك من الوقوع في المحرم، وسيجلب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.