أمي طيبة وكريمة لكنها كثيرة الغيبة، فكيف أنصحها؟
2020-03-23 01:47:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموضوع كله يدور حول، كيف أتعامل مع أمي؟ أعلم يقيناً بحبها لنا، وأنها تضحي بعمرها وحياتها من أجلنا، ولكن مشكلتي معها عندما تجلس مع خالتي وخالي أو صديقاتها أو مجلس نساء، أو عندما تتحدث بالهاتف، يكون كلامها عبارة عن غيبة وكذب، وبعد انتهاء المجلس أحدثها أن ما تفعله خطأ، وأي حديث اغتابت فيه أحدا لا يجوز، وبسبب تنبيهي لها صارت تدعو عليَ وتنعتني بالعاقة، وأني أراقبها عكس أختي الكبرى التي لا تتدخل في هذه الأمور.
أصبح أي حديث يدور بيني وبين والدتي ينتهي بمشكلة وزعل، أصبح الحديث مع والدتي بهدوء شبه مستحيل؛ لأن والدتي عصبية وحساسة، وتربت في بيئة صعبة والحوار لديهم هو الخصام.
ولكن مع ذلك فهي طيبة جدا، وكريمة جدا، وتحب فعل الخير، فمن أجل ذلك لا أريد هذا الخير يذهب هباء بسبب الغيبة، وأيضا أنا خائفة جدا من العقوق ومن مجالس الغيبة؛ لأن هذه المجالس تكون في بيتنا فما لي مهرب من سماع أحاديث الغيبة، وخوفي من أن أكون من الذين رأوا المنكر ولم ينكروه.
أحيانا أمي تعترف أنها مخطئة، ولكن سرعان ما تعود، فكيف أتعامل معها، وقد جربت بعض الأساليب ولم تجد نفعاً، أم أترك هذا الأمر كله ولا أتدخل في شيء كي ترضى عني ولا تدعو علي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يجزيك خيرا على حرصك على البر بالوالدة -حفظها الله- والسعي في إعانتها على طاعة الله، والجواب على ما ذكرت:
- مسألة نصح الوالدة يحتاج منك إلى بعض الأمور اللازمة حتى تتقبل منك نصحك لها:
* أن يكون النصح مصحوبا بالرفق واللين وإظهار الشفقة عليها والحرص على هدايتها.
* اختيار الألفاظ المناسبة في الإنكار، بأن يكون على صيغة ما بال أقوام، فلا تواجهي الوالدة بالإنكار، وإنما هناك قولي أن هناك من الأخوات من تغتاب الناس وهذا أمر محرم شرعا، ويكون بهذا وصل النصح لها، وهكذا.
* كما ينبغي أن لا تكرري نفس النصح في كل مرة وبنفس الأسلوب، وفي نفس المنكر، فما أنكرت عليها من قبل لا يلزم كل إنكاره في كل مرة، فأنت رأيت الوالدة لا تقبل الإنكار، وتعتبر هذا عقوقا منك، وهو ليس كذلك، ولكن لعل الأسلوب جعلها تظن ذلك.
* كما أن عليك أن تكثري من الدعاء للوالدة - حفظها الله - بأن يصلح الله حالها.
* وأرجو أن تتحلي بالصبر ولا تستعجلي في تغيير حال الوالدة، ولا داعي للشعور باليأس أو أن ما تقومين فيه تعب، بل لك أجر عظيم عند الله، وأن ما تقومين به من أعظم البر نحو الوالدة.
- وأخيراً إذا جلست في مجلس فيه منكر فعليك الإنكار بلطف إن أمكن، أو تحاولي تغيير الحديث في المجلس إلى ما ينفع بما أباح الله، وإن لم تقدري على كل ذلك، فيمكن لك هجر هذا المجلس حتى لا تقعي في الإثم بالجلوس مع القدرة على الإنكار.
وفقك الله لمرضاته.