تقدمت لفتاة دون علم أهلي، فهل ما فعلته محرم شرعا؟
2020-03-30 04:46:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحببت فتاة هي أخت لصديقي، خفت أن أتكلم معها ويكون عليّ إثم، تكلمت مع والدتها أنني أنوي بعد الانتهاء من الدراسة التقدم لها، وهي فرحت كثيرا وقالت لي: إن ابنتها قالت لها من قبل أنها تحبني، وأمها تكلمت مع والد الفتاة وقالت لي: أنه ليس معترضا.
عندما أخبرت والدتي قالت لي: إنه حرام من الأساس، وأيضا أنني مخطئ؛ لأني تكلمت دون أن أخبر أهلي رغم أني هكذا لم أقم بأي خطوات رسمية أو اتفاقات مجرد أني أخبرت أهلها أنني أنوي هذا في المستقبل أبديت رغبتي ولم أتفق على أي شيء.
أنا الآن أتواصل معهم دون علم أمي لسببين أولا: لأنني ما زلت مصمما على الفكرة رغم رفض أمي لها وأنوي إقناعها بعد إنهاء الدراسة، والثاني: أن والدة الفتاة لها فضل كبير علي في تربيتي وأنا أعتبرها أمي الثانية.
سؤالي هو: هل أنا مخطئ فعلا كما قالت أمي؟ وهل حرام أنني تكلمت مع أهلها في هذا الموضوع؟ وهل أأثم على تواصلي معهم دون علم أمي؟ وهل لا يجوز لحافظ القرآن أن يحب فتاة دون زواج كما يقول الناس لي؟
آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك بر والديك وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لكم السعادة والآمال، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن ما قمت به ليس عليه غبار من الناحية الشرعية إذا كان الأمر كما وصفت، ونحن نحب أيضاً أن ننبه إلى أهمية أن يكون أهل الشاب على علم ومنذ البدايات، فالأمر ليس حراما لكن أفضل دائماً أن يشرك الإنسان أهله منذ البداية، فلا يخفى عليك ابننا أن الأسرة تنتظر من ولدها وتنتظر أن يكمل دراسته وربما تكون هيأت له شريكة المستقبل، وعند ذلك أحياناً يتفاجئوا بمثل هذه الأشياء، ولكن من الناحية الشرعية الأمر إن شاء الله كما ذكرت ليس فيه إشكال، مع تحفظنا على كلمة الحب؛ لأن الحب لا يأتي إلا في مرحلة متأخرة، والحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي هذا الذي حدث مجرد كلام، ومجرد إبداء رغبة في المستقبل، ولذلك الأمر ينبغي أن يقف عند هذا الحد.
وكونك متواصل مع والدة الفتاة ومع صديقك الذي هو شقيق لها إذا كان في الحدود المعقولة مع هؤلاء فقط فليس في الأمر أيضاً كبير إشكال، لكن الإشكال أن يكون التواصل مع الفتاة بنفسها؛ لأنه لا توجد بينك وبينها رابطة تبيح لك التواصل، ولا ننصح أيضاً بأن يبدأ التواصل في هذه المرحلة المبكرة ودون أن تتضح كثير من الأمور.
على كل حال عليك أن تسعى في إعداد نفسك، واقترب من والديك، واجتهد في إرضاء الوالدة، وليس من الضروري أن تعلم أنك تتواصل إذا كان ذلك يحزنها، ولكن المهم أن يكون التواصل في الحدود الشرعية ومع من يجوز لك التواصل معهم خاصة أولى من تتواصل معه هو الصديق الذي هو شقيق لهذه الفتاة، ويستطيع أن يعطيك أخبار تلك الأسرة، وبعد ذلك تتهيأ بعد أن تكمل مشوارك العلمي تتهيأ لتعد نفسك، ثم عند ذلك لا مانع من أن تطلب من الوالد أو من أي إنسان أن يتكلم بعد ذلك لتكون علاقة رسمية، وعندها تبدأ بالخطبة، والخطبة أيضاً ما هي إلا وعداً بالزواج، لكن تبيح للناس أن يتعارفوا ويعرف الجميع بأعلان الخطبة أن فلانا يرغب في الارتباط بهذه البيت وبهذه الأسرة، ويتاح للجميع أيضاً أن يسأل عن الطرف الآخر، ونعطي أنفسنا فرصة، فإذا استمر أو وجدتم هذا الميل المشترك والقبول المشترك فنحن لا نملك إلا أن نقول، (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، إذاً نتمنى أن تكون الأمور الآن هادئه ولا تشغل نفسك بمثل هذه الأمور.
أما قولك حافظ للقرآن لا يحب فتاة دون أن يتزوج بها ولا يجوز لحافظ القرآن ولا لغيره أن يربط نفسه بفتاة دون أن تكون هناك علاقة شرعية، فالعلاقة بين الرجال والنساء ينبغي أن تكون في إطار المحرمية، أو في إطار الحياة الزوجية، إما أن تكون خالة أو عمة أو كذا، وما عدا ذلك هذا يسمى إعجاب، وحتى هذا لا نريد أن يمضي بأن يعجب بدين فتاة أو تعجب بشاب هذا الأمر فيه سعة لكن ليس لنا أن نتابع هذا الأمر حتى لا يتحول إلى ميل وعشق ويدخل الإنسان بعد ذلك في نفق قد يصعب عليه الخروج منه، لذلك ينبغي أن تكون هذه العلاقات محدودة، نحن نريد للشباب أن تكون علاقتهم مع الشباب، ولبناتنا الفتيات أن تكون العلاقة بينهن، ولا يجوز للشاب أن يحاول أن يعمل علاقة مع الطرف الآخر إلا في إطار كما قلنا المحرمية أو العلاقة الزوجية الشرعية المعلنة، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.