لم أحمل منذ خمس سنين وزوجي يريد الزواج عليّ.. ما توجيهكم لي؟
2020-04-07 03:31:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 5 سنوات -والحمد لله- زواجي ناجح، ولكن توجد مشكلة هي التي سبب اهتزاز وتوتر الزواج، فقد من الله علي أن أحمل 4 مرات ولكن لم يكتمل الحمل، ومن هنا بدأت المشكلة في رغبة زوجي الشديدة بالأطفال، فبعد آخر حمل توقفت سنتين ولم أحمل.
ذهبت إلى طبيبة معاونة وإخصاب، وأجرت لي ولزوجي التحاليل، وعملت لي أشعة ومنظارا للرحم، والنتيجة سليمة، حيث أعاني من ضعف في التبويض، فقررت الدكتورة أن تبدأ بالتلقيح داخل الرحم ثلاث مرات، وبعدها ستجري لي أطفال الأنابيب في حال الفشل، وأجريتها مرتين ولم تنجح، وفي كل مرة يتضايق زوجي عندما لا يتم الحمل.
قرر زوجي أن يتزوج علي، وألزمني بأن أبحث له عن زوجة أخرى عن طريق خطابة، وأرغمني على مكالمتها وأن أقول لها أني أبحث لزوجي عن زوجة أخرى؛ لأن لدي مشكلة في الإنجاب لأنه يرى أن المشكلة مني والعيب فيني، فسبب لي الحزن والاكتئاب، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا في حيرة، وأصبحت حزينة جدا.
في كل مرة تنزل علي فيها الدورة الشهرية ينتقص مني ويهددني أنه سوف يتزوج غيري، فبدأت علاقتنا يتخللها الملل والفتور؛ لأن شغله الشاغل موضوع الحمل، ولأن ظروفه لا تسمح فأرغمني على مساعدته بمصاريف البيت لكي يتنسى له الزواج من أخرى.
ساعدوني فماذا أفعل؟ فأنا تعبت نفسيا ولم أتلق من زوجي الدعم النفسي، فهل أترك موضوع الحمل وأجعله يتزوج من غيري، أم ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع هذا الموضوع؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأهلاً وسهلا بك في الموقع، وأسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك الصبر والحلم والحكمة والتوفيق والسداد ويجمع شملك وزوجك على خير.
لا شك أني أتفهم شعورك بالحزن والألم والقهر لرغبة زوجك في الزواج بأخرى، فإن من طبيعة الزوجة شعورها بالغيرة وكراهيتها أن تشاركها زوجة أخرى قلب زوجها وفراشه، وقد ذكر لنا القرآن الكريم في سورة التحريم، كما ذكرت لنا السنة غيرة أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهن، ولهم في ذلك مواقف مشهورة.
لكن المرفوض شرعا الاعتراض والرفض لشرع الله تعالى، فلا يخفى شرعية تعدد الزوجات في قوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}، وقد جمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزوجات وبعض أصحابه كذلك، فالأمر مفروغ منه شرعا، لكن الشرع أوجب فيه العدل في النفقة والمبيت، ويجب أن يكون الزوج على قدرة مالية وبدنية، وهي التي سماها الحديث النبوي ب(الباءة)، (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ويشمل توفر القدرة المالية والبدنية في زواج البكر والتعدد أيضا.
فإذا توفرت هذه الصفات في زوجك فلا يجوز لك الاعتراض عليه فضلا عن الإساءة إليه بالنقاش الحاد واتهامه بالظلم ونحوه، وإنما يجوز لك مطالبته بالعدل وأداء حقوقك الزوجية وحسن المعاملة كما أمر الله تعالى.
ومن الواقعية - أختي العزيزة - أن تتحلي بالصبر والحلم والحكمة والثقة بالنفس والأدب والقبول للأمر الواقع والمشروع، حيث البديل لذلك إلا الوقوع في مخالفة الشرع وغضب الزوج وكراهيته لك، وربما يفضي الأمر إلى الهجر أو الطلاق، وهو البديل الأسوأ ولا شك، لا سيما وأن الزوج لم يفكر في الزواج إلا لحاجة طبيعية في إنجاب الذرية بعد صبره عن مرضك وفي معالجتك وتلطفه معك حيث أتاح لك اختيار شريكتك والتي يمكنك انتقاؤها بما يخفف من جرح مشاعرك، بدلا عن اختيار من قد تكون سيئة الخلق والدين، فحاولي أن تتصبري وتتفهمي مشكلة وحاجة زوجك، ولعل حسن معاملتك مما يزيد في زيادة محبته لك وتقديرك والإحسان في معاملتك أو العدول عن رأيه، وثقي بأن الله تعالى إذا علم منك الرضا بالشرع والقدر سيبارك في حياتك ويعوضك خيرا مما ابتلاك به سعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى :(إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم).
أوصيك - حفظك الله ورعاك - باحتساب ثواب الصبر على الابتلاء لك بالمرض والتعدد والرضا بالقضاء ولزوم الذكر والدعاء.
كان الله في عونك، وكشف همك وأصلح زوجك، وعافاك من مرضك ورزقك قوة اليقين، والله الموفق والمستعان.