قلق نفسي وخوف وأفكار متشابكة، فما تشخيص حالتي؟

2020-04-13 04:10:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

شكرا لكم على هذا الموقع.
أنا شاب، عمري 30 سنة، في أحد الأيام جاءتني نوبة هلع دون سبب فخفت كثيرا، بقيت معي لمدة 3 دقايق تقريبا واختفت، لكن بقيت متخوفا أن تأتيني لأني أصبت بتعب بعدها ولم أعد أستطع الخروج أو الذهاب إلى أصدقائي خوفا من أن تأتيني، فعندما أخرج خارج المنزل أصيب بعدم اتزان وقلق وأريد أن أعود إلى المنزل، وتأتيني حالة من الضيق في صدري، أو أتوقع أن أدوخ أو أن تأتي مرة أخرى، ولا أستطيع الابتعاد أو أركوب السيارة فلا أدري ما السبب؟

والآن أفكاري متشابكة وعقلي متشابك، وأفكار سريعة، لا أعرف ما هي؟ وتفكير غريب جدا فعندما أتحدت مع أحد أتخيل نفسي أنني سأصرخ أو أفعل شيئا أمامه، أو أني سأفقد عقلي، فهذا شعور يأتيني دائما أنني سأفقد عقلي؛ لأنني أصبحت أي شيء أفعله تأتيني هذه الفكرة سأجن، وأفكار غير منطقية تعبت منها في الليل فلا أستطيع النوم، مع علم أنني أعرف أنها أفكار تأتي وتذهب ولكنها في كل مرة تأتي بصفة ووسواس قوي بدرجة أنني تعبت لا أدري ما هذا؟ وأصبح لدي الخلعة خوف شديد من أي شيء أرجوكم فهل هذا أمر خطير؟ لا سيما موضوع أني سأفقد عقلي والأفكار المتشابكة كيف أتغلب عليها؟ ووسواس لا يتركني، أتعبني كثيرا، أرجوكم أريد أن أعرف ما هي حالتي؟ وهل ولدي قولون العصبي؟

وشكرا أفيدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارة سابقة لم نقم بالإجابة عليها، ورقمها 2426334 وهي تقريبًا تحمل نفس محتوى هذه الاستشارة.

أخي الفاضل أنت لديك قلق مخاوف، والخلعة التي أتتك نوع من نوبات الفزع أو الهلع، وهذه غالبًا يتبعها شيء من الخوف والوسوسة.

أعطيتَ مثالاً جميلاً، وهو أنك تتخيل نفسك أنك سوف تصرخ أمام الشخص الذي تتحدّث إليه، أو أنك سوف تقوم بفعلٍ ما، هذا لن يحدث أبدًا – أخي الكريم – ولن تفقد عقلك أبدًا. الوساوس من النوع غير الاجتماعي لا يتبعه الإنسان أبدًا هذا مجرد وسواس، وأنا أطمئنك تمامًا، وهذ الفكرة يجب أن تحقّرها ولا تهتمَّ بها أبدًا.

وأنت – أخي الكريم - محتاج لعلاج دوائي؛ لأن وساوسك في جُلِّها من النوع الفكري، والوساوس الفكرية المصحوبة بالمخاوف تحتاج للعلاج الدوائي، وأفضل علاج دوائي هو عقار (سيرترالين)، دواء رائع، غير إدماني، غير تعوّدي، وسليم جدًّا.

تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة كاملة يوميًا – أي خمسين مليجرامًا – وبعد أسبوعين تجعل الجرعة حبتين يوميًّا – أي مائة مليجرام – وهذه تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هذا دواء بسيط ودواء سليم، والجرعة التي وصفناها لك هي الجرعة الوسطية، وليست الجرعة الكليّة والتي تبلغ أربع حبات في اليوم، ولكنّك لست في حاجة لهذه الجرعة الكبيرة.

أكدتُّ لك أن السيرترالين سليم جدًّا، له آثار جانبية بسيطة؛ فقد يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، وقد يؤدي أيضًا إلى تأخر في القذف المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين، لكن كما نقول دائمًا لا يؤثر على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

أيضًا – يا أخي – اسعى دائمًا لأن تصرف انتباهك من هذا الخوف، بأن تشغل نفسك بما هو مفيد (الدعاء، الذكر، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، الإبداع في عملك) هذه كلها إضافات علاجية جميلة جدًّا، والموضوع بسيط، وإن شاء الله سوف ينتهي تمامًا.

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net