أرهقني التفكير والوساوس بأني سأقتل أو أضرب أحدهم!
2020-04-15 03:55:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب شكر العاملين على هذا الموقع، وأتمنى لهم النجاح في الدنيا والجنة في الآخرة.
أحب طرح مشكلتي التي أرهقتني جداً مما أثر سلبا على حياتي، ذات يوم كنت جالسا مع والدتي وفجأة شعرت أنني سوف يغمى عليّ لدرجة أني فقدت الإحساس بنفسي كأنني أعيش في حلم، أتكلم وكأنني لا أتكلم، أفعل الأشياء وكأنني لا أفعلها، وقمت بضرب يدي لأحس بنفسي وبعد عدة دقائق اختفى الشعور، وبعدها صرت أفكر في هذا الشعور كثيراً لدرجة أنه صار يأتيني بشكل شبه يومي.
قرأت عن الأمراض النفسية خاصة مرض الفصام، ولاحظت أنهم لا يدركون أفعالهم؛ مما سبب لي حالة هلع شديدة وتسارع دقات القلب، وقرأت عن أعراضه وأن من ضمنها الهلوسة والضلالات، وصرت دائماً لابد أن أتأكد من أي صوت أسمعه، وأسأل أهلي، هل سمعتم هذا الصوت؟ يقولون: نعم، وإذا رأيت شيئا لازم أسألهم هل رأيتم هذا الشيء؟ يقولون نعم، بعدها ارتحت قليلاً وأطمأنت، وبعد فترة جاءتني الفكرة مرة أخرى، ولكن بطريقة أقوى، والتي هي أنني كلما أجلس مع أهلي أقول في نفسي أنا أتوهم مثل مريض الفصام، وأخاف وأهرب لغرفتي.
ودائما عند النوم أركز في الجدار، وأقول هل سأرى أشخاصا غير موجودين؟ ودائما تأتيني مثل هذه الأفكار، وصرت كلما أرى مرضى نفسيين- شفاهم الله- في الشارع أخاف وأتخيل أنني سوف أصبح مثله، مرات تأتيني أفكار تخسفني هي أنني سوف أقتل أهلي، أو أقتل أحدا في الشارع، دائما أتخيل صورا في تفكيري، وأنني سوف أصبح مريضا بالفصام، وأنني سوف أقتل وأضرب بدون لا أدرك نفسي، أرهقني هذا التفكير، ودمر حياتي.
أتمنى مساعدتي، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، هذا الذي تعاني منه لا علاقة له بالفصام لا من قريب ولا من بعيد.
أيها الابن الفاضل: شعورك بالإغماء المفاجئ، هذا يسمى فاسوفيجا انبيتيشن vasovagal inhibtion، وهذا يعني أن الدورة الدموية قد هبطت قليلاً نسبة لاستشعار عصبي، وهذا أمر معروف يحدث لبعض الناس، ولا أعتقد أن الذي حدث لك أبداً له علاقة نفسية أو سبب نفسي، لكن كان له تبعات نفسية تولد عندك قلق المخاوف، وبعد ذلك دخلت في دائرة الوساوس، فكل الذي تشتكي منه الآن هو وساوس، خوفك من الفصام وساوس، وقد عبرت عن هذه الوساوس بصورة جميلة حين قلت أنك في بعض المرات الأفكار تخوفك أنك سوف تقتل، أو تقتل أحدا في الشارع، هذا هو الوسواس بعينه.
وبفضل من الله تعالى الإنسان الموسوس لا يتبع أبداً وساوسه العنيفة، لذا لا نجد أبداً الموسوسين في ساحة الجريمة، وهذا أمر طيب وجميل.
أيها الفاضل الكريم: هذه وسوسة يمكن أن نسميها المخاوف الوسواسية، وهي تتطلب منك التجاهل، وأن لا تجعلها مستحوذة وملحة، بأن تتوقف عن نقاشها وحوارها وتحليلها، وتصرف انتباهك لما هو مخالف لها، هذه هي النصيحة التي أسديها لك، وقطعاً هذا النوع من الوساوس يستجيب للعلاج الدوائي بصورة رائعة ورائعة جداً، فإن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، فهذا أمر جيد، وإن لم تكن تستطع أن تقابل طبيبا فهنالك عدة أدوية ممكن أن أذكر لك أحدها، والدواء الذي أفضله في مثل هذه الحالات هو عقار زوالفت، والذي يعرف باسم سيرترالين، الجرعة هي 25 مليجراما أي نصف حبة يومياً لمدة أسبوع ثم تجعلها حبة كاملة لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة حبتين يومياً أي 100 مليجراما، وهذه هي الجرعة الوسطية، حيث إن الجرعة القصوى هي 4 حبات في اليوم، لكن لست في حاجة لها، استمر على جرعة الحبيتن لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يومياً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هو سليم وفعال وغير إدماني.
إذاً اصرف انتباهك تماماً، ولا تترك مجالا للفراغ، اجتهد في دراستك، تواصل اجتماعياً، مارس الرياضة، إحسان إدارة الوقت، واستغلاله بصورة صحيحة يقلل كثيرا من الفراغ الذهني والفراغ الزمني مما يحاصر هذه الوساوس، ويجعلها تختفي إن شاء الله تعالى، إذاً أرجو أن تأخذ العلاج بآلياته ومكوناته النفسية التي ذكرتها لك والاجتماعية والأكاديمية، وكذلك الدوائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.