أعاني من الوسواس والخوف من الموت، ما نصيحتكم؟

2020-04-15 03:41:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر16 سنة، وأود أن أفضفض لكم بما أني لم أخبر أحداً، أنا أعاني منذ أربعة شهور تقريباً من خوف شديد من الموت، وأيضاً أصبحت أخاف دائماً، وتأتيني تخيلات عن الموت، وهكذا أصبحت حزينة، طول الوقت أتخيل حزن أهلي، وكذا تعبت حقاً مما أعاني، وأيضاً ومع اقتراب رمضان أصبحت دائماً أتخيل أنني سأموت قبل رمضان!

هذه الشعور حقاً مخيف، حتى وأنا أكتب هذه الرسالة أنا خائفة، أصبحت عندما أنام أخاف، وعندما أجلس مع أهلي أخاف، وعندما أركب السيارة أخاف، وأيضاً أخاف بأن هذه إنذارات من الله، وأحياناً أتخيل بأن كل ما يحدث معي علامات من الله، هل هذا صحيح؟

حتى عند التكلم عن المستقبل أخاف جداً أو حتى الزواج أخاف أيضاً، وكذلك أنا خائفة لأني منذ بداية الوسواس وأنا أسمع أخبار موتى كثيرين.

الخوف يسيطر عليّ، وعندما أسمع عن خبر وفاة أبحث عنه، وكيف مات؟ ولماذا؟ لأنني خائفة! وأخاف أن أسمع عن السكتات القلبية وغيرها، أنا حقاً تعبت، كل يوم أدعو بأن الله يطيل بعمري ويجعله في طاعته، فهل هذا صحيح؟

الذي يخفوني حقاً أنني بصراحة لم أكن أصلي، وأصبحت بعد الوسواس أصلي، لذلك أنا خائفة بأن يكون حقيقة.

وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن نحو 40 إلى 60% من الذين في عمرك تأتيهم هذه المخاوف الوسواسية، قد تكون مختلفة المحتوى، لكن الخوف من الموت هو من أكثر هذه الوساوس شيوعاً.

أيتها الفاضلة الكريمة، هذا الخوف خوف عابر ومؤقت، وعلاجه عن طريق التجاهل، يجب أن نخاف من الموت خوفاً شرعياً ولا نخاف منه خوفاً وسواسياً مرضياً، علمي نفسك الفرق بين الاثنين قولي: أنا أخاف من الموت شرعياً، ولذا لا بد أن أعمل الصالحات، لا بد أن أكون قريبة من ربي، وفي ذات الوقت تدعين الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الصالحات، وتسألين الله تعالى حسن الخاتمة، هذا هو المفهوم الشرعي للخوف من الموت.

أما المفهوم الآخر فهو مفهوم (مصنف من الأمراض النفسية) ويجب أن تحقريه، والموت والآجال بيد الله ولا علاقة؛ لذلك برمضان ولا بأي شيء ولا بأي شهر، وهذه هي الطريقة التي تتعاملين مع هذا النوع من التفكير الوسواسي.

في ذات الوقت اصرفي انتباهك تماماً عن الفكرة أصلاً، لديك أشياء جميلة في الحياة يمكن تشغلين نفسك بها، أشغلي نفسك بدراستك، بالمساعدة في أعمال البيت، الترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل، يكون لك ورد قرآني ثابت يومياً على الأقل نصف ساعة في اليوم، الصلاة في وقتها كما تفضلت، تفرحين بنفسك، وتتواصلين اجتماعياً مع الصالحات من البنات، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة هذه هي الطريقة التي يتم بها التعامل مع هذا النوع من الفكر.

الذي يظهر لي أنه لديك شيء من الاستعداد البسيط للمخاوف، لأنك متخوفة حتى من الزواج، لماذا الخوف من الزواج؟ وما أجمل الزواج، بل ادعي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، أنت الآن بعمر 16 سنة، يجب أن تتفكري أين أنت بعد 10 سنوات من الآن، إن شاء الله تخرجت من الجامعة، وتحضرين للدكتوراة وتتزوجين، نعم عيشي هذه الفكر الجميل وهذا الفكر الطيب، تخلصي من هذا الفكر التشاؤمي.

أنصحك أيضاً أن لا تكتمي، عبري عن ذاتك عبري عن نفسك، لأن السكوت والكتمان يؤدي إلى احتقان نفسي داخلي، والاحتقان النفسي يولد الخوف والقلق والتوترات، وجدنا أن الالتزام بالأذكار أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم أذكار الاستيقاظ هذا الإنسان إذا حفظها وتأملها وتدبرها ويذكرها دائماً فيها خير كثير ومنفعة عظيمة، وترفع الإنسان إلى مرحلة عالية جداً من الثبات النفسي وهذا قطعاً مقاوم جداً للمخاوف.

أرجو أن تنتهجي هذا المنهج، وإن شاء الله تعالى تعيشين حياة طيبة جداً، ولا أراك محتاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

ولمزيد الفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا 2405159 - 2323709 - 2322784

www.islamweb.net