أعاني من عدم التوفيق في الكثير من أمور حياتي، ما تفسير ذلك؟

2020-04-28 04:58:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لن أطيل عليكم -بإذن الله-، الحمد لله على كل حال، -الحمد لله- في سرائي وضرائي.

أعاني من عدم التوفيق في حياتي بمختلف الأمور، مؤخرا أقبلت على قراءة الكتب المفيدة التي نُصحت بها من العارفين بالله، ومنها كتاب أخبار الحمقى والمغفلين وكتاب الأذكياء لابن الجوزي، وعلم الفراسة للرازي، فوجدت في نفسي شيئا من الحماقة، ولربما هي من أحد الأسباب الجوهرية في عدم توفيقي في حياتي، فغالبا ما أوقع نفسي في مشكلات عديدة هل هو لقلة فراسة أم لقلة حظي والله لا أعلم، اللهم لا اعتراض على حكمه، أريد من حضرتكم إرشادي إلى العلوم النافعة، وإلى ما يعينني على حسن التصرف، والله ولي التوفيق ولله التدبير.

وكل عام وأنتم بخير بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك، أعاننا الله وإياكم على حسن عبادته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

- بارك الله فيك -أختي العزيزة- وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في الموقع، وأسأل الله تعالى لك العون والتوفيق والقبول.

- بصدد شكواك من عدم حصولك على التوفيق في أمورك، فاعلمي انه لابد لتحصيل عون وتوفيق الرحمن من الأمور التالية:

- التحلي بالإخلاص والصدق مع آلله -عز وجل- وفي أداء أعمالك وقصد الخير للناس.

- الحرص على بر الوالدين وصلة الارحام وفعل الخير.

- طهارة القلب من أمراض الحسد والتنافس المذموم على الدنيا واتباع الهوى والغرور والكبر.

- الاستعانة بالله وطاعته وحسن الظن به والتعلق به وحده والتوكل عليه بما يشتمل عليه التوكل من ركني: الاعتماد القلبي على الله تعالى وبذل الأسباب.

والبعد عن أسباب الفشل والإخفاق والخذلان.

- استحضار فضل الله ونِعَمه وإحسانه عليك، ومقابلة ذلك بالشكر بالقلب واللسان والجوارح، قال تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم)، فالشكر باللسان هو التحدث بنعم الله وذكره (وأما بنعمة ربك فحدث)، وأما الشكر بالقلب فباستحضار أنها من الله وحده (وما بكم من نعمة فمن الله)، وأما الشكر بالجوارح فبأداء أركان الإسلام من الشهادتين والصلاة والزكاة، والصوم والحج ومحاسن الأخلاق وأهمها بر الوالدين وصلة الارحام والإحسان إلى الناس.

- التوبة إلى الله والبعد عن التعلق الزائد بالدنيا وعن المعاصي والشهوات المحرمات:

رأيت الذنوب تميت القلوب** وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ** وخيرٌ لنفسك عصيانها

إذا كنت في نعمة فارعها** فإن المعاصي تزيل النعم
وحافظ عليهآ بشكر الإله** فرب العباد سريع النقم.

- الحرص على لزوم الصحبة الصالحة والاقتداء بهم.

- الاستشارة لأهل التجربة والخبرة من اهل الثقة والأمانة، كل في تخصصه.

- حسن الصلة بالله بلزوم الطاعات (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).

- تعزيز الثقة بالنفس بحسن الظن بالله وتقوية الإرادة وحسن العلاقة بالآخرين.

- تنمية الثقافة والمهارات العلمية والعملية، ومن المهم تنبيهك -حفظك الله وغفر لك- أن الكتب المذكورة التي دلك عليها بعضهم، إنما هي كتب للتسلية وبعض الثقافة العامة فحسب، وليس لتعميق الايمان والعلم والمعرفة، فالذي أنصحك به الإكثار من قراءة القرآن الكريم والاطلاع على تفسير المختصر كتفسير الشيخ السعدي وقراءة السيرة النبوية ومن أحسنها: الرحيق المختوم للمباركفوري ورياض الصالحين للإمام النووي.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان)، (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

- أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك التوفيق والسداد والخير والحكمة والهدى والصواب والرشاد والنجاح في أمورك وحياتك عامة والله الموفق والمستعان.

www.islamweb.net