ابني لا يحسن إلا الخمول والنوم.. فكيف أتعامل معه؟
2020-05-05 04:34:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من صعوبة في التعامل مع ابني الوحيد الذي يبلغ من العمر نحو عشرين سنة، فرغم توفيري له كل ما يحتاجه من الحاجيات العاطفية والتعليمية والمالية إلا أني أجده شابا بغير طموح، لا يحسن إلا الخمول والنوم والعزلة، وإن احتاج إلى شيء فزع إلى أمه التي تعامله كالطفل الصغير.
ابني لا رغبة له في الصلاة، وقد ربيته عليها وعلى التدين، ولا رغبة له في لقاء أصدقائه، ولا رغبة له في الخروج من المنزل وإلى المنتزهات وصالات الرياضة وغير ذلك مما يحبه الشباب، ولا يسألني عن المال ولا الملابس ولا غير ذلك مما يحرص عليه كل شاب.
دعوناه إلى الزواج فرفض، أحاول التقرب منه، فيبتعد ويختلق أتفه الأعذار من أجل ألا أكلمه ولا يكلمني،
أفضل أوقاته مداعبة هاتفه أو متابعة بعض البرامج التلفزونية التكنولوجية، وأما الدراسة فيحرص على المهم منها بالقدر الذي يتجاوز فيه المرحلة الدراسية.
وسؤالي حول تشخيص الحالة هل الخلل مني أن وفرت له كل حاجياته؟ وهل أثر فيه أنني كنت في بعض طفولته أغيب عنه طيلة الأسبوع ولا ألقاه إلا في آخره؟ هل أثر فيه حرص أمه الزائد عليه؟ وما الحلول التي ينبغي أن أقوم بها حتى أنقذ ابني من الضياع في الدنيا والآخرة؟
وشكر الله لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الأخ الكريم-، واشكر لك حسن العرض للسؤال، والاهتمام بمستقبل هذا الأبن، ونسأل الله أن يقر أعينكم به، وأن يلهمه السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال ويحقق لنا ولكم في أبنائنا وبهم السعادة والآمال.
لا شك أن الابن في هذه المرحلة العمرية سيكون قريبا من والدته، لأن الذكر في هذه المراحل يكون قريبا إلى الأم، وإذا كان هناك بنت فإنها تكون قريبة من الأب، وهذا طبعاً طبيعي في هذه المرحلة، ولذلك دور الأم كبير جداً في تغيير هذه الصورة وهذا النمط الذي عليه الابن، لذلك أرجو بداية بعد الدعاء له أولاً منك ومن والدته وتكثيف الدعاء في هذه الأيام المباركة، من الضروري أن تكون لكم خطة تربوية موحدة، وعلى الأم أن تعظم مقامك عنده، وأن تدفعه ليتعامل معك، وأنت أيضاً تحسن صورة الأم.
والخطة أن يكون متفقا على خطة واحدة في توجيه هذا الشاب الذي نسأل الله أن يصلحه، لا شك أن الأمر كما ذكرت غياب الأب يؤثر، كما أن الدلال الزائد وتوفير كل الاحتياجات أيضاً له أضرار كبيرة، لذلك الشريعة تربي على الحرمان، والحرمان المرشد له فوائد كبيرة، فالشاب لا يعرف قيمة الحياة ولا قيمة الدرهم والدينار إلا إذا شعر ببعض الحرمان، حتى لو كنا أغنياء ينبغي أن نشعره بشيء من الحرمان حتى يعرف قيمة هذه الدراهم، وهذا منهج شرعي، الآن نحن في الصيام ما كنا لنعرف قيمة المال لولا هذا الحرمان المرشد، ولا كنا نعرف مقدار النعم التي نتقلب فيها نأكل ونشرب ما لذ وطاب إلا عندما نمنع من هذا الشيء فنشعر بقيمته ونشعر بحاجة الذين يفقدوا هذه الأشياء، فتحدث في نفوسنا الرحمة ويحدث في حياتنا معاني التكافل والتراحم.
طبعاً أيضاً من المهم جداً أن نقدر هذه المرحلة العمرية التي يمر بها الابن وهو بحاجة إلى نمط معين في التعامل، مرحلة المراهقة تحتاج إلى حوار، وإقناع، وصداقة، وقرب، تقبل، تقبل له كما هو، أيضاً نحتاج في هذه المرحلة إلى تشجيعه على المبادرات وعمل شيء وتحميله بعض المسؤوليات، من الضروري جداً أن تقول له الأم، أنت تقول له، أيضاً نحن في مراحل عمرية نحتاج إلى مساعدتك حتى ولو يأتي باحتياجات بسيطة تدريب على تحمل المسؤولية.
وأيضاً عليك أن تتجنب النقد، أنت تقول تحاول التقرب منه فيبتعد، هل لأنك تزجره، هل لأنك تحقق معه، هل لأنك تشتد عليه، أرجو أن تكون بينكم لقاءات مفتوحة تناقشه فيها عن همومه وعن ما يشاهد وأحد هذه البرامج التكنولوجية التي يهتم بها، تستمع إليه وهو يتكلم عنها، وهو يقلبها، هذا من الأهمية بمكان، أيضاً لا بد أن يشعر بمراحل الحياة، نفتح له باب الأمل وباب المستقبل حتى يدرك أنه سيأتي اليوم الذي ينبغي أن يعتمد فيه على نفسه، لن يجد خدمات الوالدة ولن يجد خدمات الوالد ونسأل الله أن يطيل أعماركم، لكن هكذا تمضي بنا بعض هذه الحياة والأدوار تتبادل، والآن هو مخدوم وغداً ينبغي أن يخدمكم، فهذه أشياء ينبغي أن تكون واضحة أمامه.
كذلك أيضاً الأم ينبغي أن توقف هذا الحرص الزائد والدلال الزائد لأن هذا بالفعل مضر بالنسبة له، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.