أعاني كثيراً من الخوف والقلق على مصدر رزقي
2020-05-03 03:54:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل القائمين على هذا الموقع العظيم.
أنا شاب في مقتبل العمر، متزوج، لدي ابن في عمر السنة، أحببت أن أسرد لكم بعض المشاكل التي تعيقني في حياتي، والتي تحول بيني وبين سعادتي في ديني ودنياي، لعلي ألقى في موقعكم بعض الإرشادات والمعونات.
أنا شخصية حساسة وقلقة، وهذا القلق راجع لتاريخ طفولتي في الماضي، حيث على ما أذكر أنه كانت لدي وساوس قهرية، كأن أمر بالشيء وألمسه 5 مرات، وهكذا أو أصدر أصواتاً متتالية في كل مرة.
لما كبرت تطور معي الأمر إلى أن أصبحت أعاني من نوبات قلق تأتيني مرة كل 5 أشهر حتى هذه النوبات تغلبت عليها بفضل الله، ولم تعد تأتيني كالسابق.
المشكلة الآن هي أن هذا القلق النفسي ما زال يصاحبني في كل أمر مقبل في حياتي، فمثلاً عندما أردت أن أتزوج عانيت 3 أشهر في أرق وقلق ونوبات كي أصارع فكرة الزواج وأتغلب عليها.
عندما تزوجت سعدت بزوجتي وندمت على القلق الذي تركته يفتك بسعادتي بزواجي، بعد الزواج انتقل القلق النفسي معي إلى الولادة، فكنت خائفاً من أن ألا أكون أباً صالحاً، وانتابني القلق مجدداً حتى كدر سعادتي، وهكذا اليوم انتقل هذا القلق النفسي ليصحبني في عملي ورزقي؛ فأصبحت أخاف من أن ينقطع مصدر رزقي، وأن تغلق الشركة التي أعمل عندها.
أصبحت أعاني كثيراً من الخوف والقلق على مصدر رزقي لدرجة الأرق، وأحس بانقباض في عضلة القلب وجفاف في الحلق، وأفقد شهية الأكل ولا أخفيك أنني لدي منزلان وسيارة، وأملك أموالاً لفتح مشروع لي لكني قلق قلق جداً.
ساعدوني أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح أنك الآن تعاني من قلق الشخصية، أو الشخصية القلقية، وتتفاوت الأسباب هل ما حصل معك في الصغر أو هي وراثة، المهم هو أنك الآن تعاني من قلق في الشخصية، ملازم لك، والشخصية القلقة تتميّز بالتوجس دائمًا، والحساسية المفرطة والخوف من المستقبل، والتشاؤم، والتردد في فعل الأشياء، وهذا ما يحصل معك – أخي الكريم -.
الحمد لله أنت تواصل في الأشياء الإيجابية التي فعلتها بالرغم من هذا القلق، تزوجت، لك منزلان وسيارة، وتملك أموالاً، فيجب أن تبني على هذه الأشياء الإيجابية، وأن تصرف نفسك عن التفكير السلبي والقلق المستمر.
يمكن أن تنجز هذا من خلال: أولاً أن يكون عندك روتين يومي تفعله، عليك بالرياضة، وبالذات رياضة المشي، نصف ساعة في اليوم، أو تمارين رياضية في المنزل، وأهم شيء أن تواصل على ذلك – أخي الكريم -.
الشيء الآخر: يجب أن تكون عندك هوايات أيضًا، ويجب أن تعرف كيف تسترخي، إمَّا عضليًّا عن طريق العضلات، أو عن طريق التنفّس، أخذ نفس عميق وإخراجه لعدة دقائق، وتُكرر هذا مرتين في اليوم، ويجب أن يكون عندك أصدقاء على الأقل صديق أو صديقان، تتواصل معهم بانتظام عن طريق الفيسبوك أو الواتساب.
كل هذه الأشياء – أخي الكريم – تخفف من القلق وتجعلك تعيش حياة سعيدة إن شاء الله، وبتقدم العمر تتعايش مع القلق ويقلّ بدرجة كبيرة إن شاء الله، ولا تنسى أهم من ذلك في علاج هذا القلق، وهو ذكر الله تعالى على الدوام، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمحافظة على الدعاء وتلاوة القرآن يوميًا، وستجد اختلافًا كثيرًا؛ لأن الله تعالى يقول: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين* واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وفقك الله وسدد خطاك.