كيف أعالج انحراف ابنتي البالغة؟
2020-05-05 06:09:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
استشارة أسرية، ابنتي الكبرى عمرها 15 عاما، أتعبتني تعبا شديدا، مرة صاحبت بنات فعرفوها بولد، ضربتها كذا مرة، وحولتها إلى مدرسة أخرى، فتفأجأت بمكالمات مع أولاد في الواتس (كلاما سيئا)، تعبت والله، ما أعرف ماذا أفعل؟ وهي تكذب أيضا، للعلم لما كنت حاملا بها نفسيتي كانت سيئة جدا لظروف خاصة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم نوران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، ونوصيك بكثرة الدعاء لها، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أرجو بداية أن تكثري لها من الدعاء، وتطلبي من والدها أن يدعو لها، ثانياً: ينبغي أن تكون لكم خطة تربوية موحدة، ثالثاً: أرجو أن تعرفوا خصائص التعامل مع هذه المرحلة العمرية، رابعاً: أرجو قبل منعها من الجوال أو اتخاذ أي قرار إداري، الجلوس معها في جلسة حوارية، لأن أي قرار إداري يسبقه حوار تكون آثاره يعني آثاره الجانبية طفيفة أو معدومة، كذلك أيضاً أرجو أن تعمدوا إلى إقناعها والتفاهم معها، أيضاً أرجو أن تتجنبوا مسألة الضرب، وما كنا نريد أن تستعجلي، في هذه الوسيلة؛ لأنها آخر الدواء، وآخر الدواء الكي.
والإنسان عندما يبدأ بالضرب أو يسارع إلى الضرب يحرق مراحل تربوية كثيرة، كذلك أيضاً أرجو أن يكون للوالد دور كبير، فنتوقع في هذه المرحلة أن البنت تقترب من والدها، يعني ينبغي أن يكون له دور كذلك في التوجيه والنصح والإرشاد لها، كذلك أيضاً ينبغي تكليفها ببعض المهام داخل المنزل؛ لأنه إما أن نشغلها بالخير أو تشتغل بغيره، وقد أحسنت بذكر مسألة التوتر لما كنت حاملا بها؛ لأن ذلك له آثار بكل أسف، وهذا يؤكد ما نذهب إليه من ضرورة أن تكون الحامل مستقرة نفسياً، وحريصة على حفظ التوازن النفسي بالنسبة لها، ومما يعينها على ذلك المواظبة على ذكر الله وطاعته.
عموماً يعني أرجو أن لا تشعروها كذلك بالعجز أو باليأس منها، وحاولوا أيضاً أن تركزوا على إيجابياتها لتزيد الإيجابيات، حاولوا إشباع ما عندها يعني الثناء على ما فيها من الإيجابيات وجمال ودلال حتى لا تتسول العواطف في الخارج، كذلك تجنبي الدعاء عليها؛ لأن هذا يفسدها ويلحق بها الضرر، وأيضاً هذا نهي شرعي، لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم إلا بخير؛ لأن الإنسان قد يصادف لحظة يُعطى فيها العطاء فتحصل الندامة.
كذلك أيضاً نتمنى لو استطاعت ابنتنا أن تتواصل معنا لتذكر ما عندها، وشجعوها على الدخول إلى هذا الموقع، حتى تجد التوجيهات والنصائح، فإن الفتيات والشباب دائماً ينتفعون من النصائح غير المباشرة، التي لا تكون من مصدر السلطة المعلمين أو الآباء أو الأمهات.
عموماً التعرف على خصائص هذه المرحلة والجلوس معها والحوار معها، ومعرفة ما عندها، وتحذيرها من هذه المخاطر من التعرف على شباب أو التواصل بهذه الطريقة؛ لأن في الشباب ذئابا، لا بد أن تعرف هذه الحقائق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، كذلك ننبه إلى خطورة صديقات السوء، فمن المهم زيارة المدرسة، ومعرفة من يدور حولها من الصديقات، وكذلك التواصل مع المشرفات والأخصائيات؛ لأن مجرد الزيارة يحفظ الكثير من التوازن، ويجعل ابنتنا أيضاً تشعر أن المساحة بين البيت والمدرسة أصبحت مكشوفة، وإنما يحصل منها يمكن أن يصل إلى الأسرة بسرعة، وأيضاً المدارس تهتم بالبنات اللائي تلاحظ أن الأسر تهتم بهم، إذا لم نهتم نحن بأبنائنا وبناتنا فكيف ننتظر من الآخرين أن يهتموا بها.
أكرر عليك بكثرة الدعاء لها، واغتنام فرصة رمضان، وفرصة هذه الجائحة العالمية، فالنفوس في وقت إقبالها على الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم ولها التوفيق والسداد والهداية.