ماذا أفعل تجاه حياتي وتجاه أمي فهي مريضة نفسياً؟
2020-05-06 05:05:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ماذا أفعل تجاه أمي المريضة نفسياً، والتي تقعد معي أغلب الأيام، والدي تركها وصارت على عاتقي.
أنا الآن حياتي غير مستقرة بسبب انفعالات أمي الدائمة معي، ومشاجرتها معي طول الوقت من أقل سبب، وزوجي موجود معنا، ولقد اشتكي من هذا من قبل.
ماذا علي أن أفعل في حياتي؟ وخصوصاً أني أحس الآن أني كنت لا أستحق الزواج ولا الحياة، وأني أتيت إلى هذه الدنيا بغير إرادتي بعد ارتباط أمي وفشل زواجها مرتين، وأن أبي تزوجها بعد أن علم أنها لا تنجب، ثم أراد الله أن آتي لهذه الدنيا.
أنا الآن في حيرة ووجع وحزن لا يعلمه إلا الله، لا أحد يحس بي ولا أحد يطمئنني، ولدي ضغط وانتقاد من زوجي مستمر، وقلة احترامه تجاهي، وأمي التي تغضب مني دائماً، وتوبخني من أسخف الأشياء، وتحملني ما فعله الآخرون وتبكي دائماً وتشتكي وتصرخ، ولا تعمل حساب أني في بيت زوجي وأمه.
تحملت كثيراً جداً، ممن حولي، وأحس أني قليلة جداً في نظرات غيري، وخصوصاً زوجي وأهله، لا أدري أنتمي لمن؟!
آسفة جدا على الإطالة، لكن لم أعد أعلم ماذا علي أن أفعل مع أمي وزوجي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم ملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختي الكريمة- ونسأل الله أن ييسر أمرك، ويصلح أحوالك، والجواب على ما ذكرت:
أرجو بداية أن تعطي نفسك تفاؤلاً بأن هذه الأمور يمكن معالجتها، وأنك قادرة على تجاوز ما يحدث، إذا أخذت بالحلول التي أدلك عليها.
من تلك الحلول أن بعض البيوت التي تحدث فيها المشكلات من أسباب ذلك البعد عن الله تعالى والتقصير في الطاعات، فإن كان هذا السبب موجوداً فاستعيني بالله وأصلحي حالك مع الله، والله سيصلح حالك مع الآخرين.
من الحلول أن الوالدة بما أنك تعلمين عن حالتها وأنها مريضة نفسياً، فالواجب عليك طاعة لله، وبراً بها أن تذهبي بها إلى الطبيب المختص للعلاج، فإذا فعلت هذا وبدأت في تناول العلاج، فإن حالتها ستتحسن إلى الأفضل إن شاء الله.
من الحلول أن تدعي لها بظهر الغيب بأن يشفيها الله ويمن عليها بالعافية، وأن تكثري من قول: لاحول ولا قوة إلا بالله.
من الحلول أيضا التجاهل والتغاظي والتغافل لما يحدث حولك من أمك وزوجك، فلا تعطي أي اهتمام للكلمات المستفزة، وكلمات التوبيخ، وكأنك لم تسمعي شيئا، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها حتى لا يؤثر هذا على نفسيتك.
من الحلول أنك عندما تدركين أن صبرك على حال أمك لك فيه عظيم الأجر من الله، فهذا دافع لك على المزيد من التحمل والصبر.
بخصوص الزوج يمكن التفاهم معه برفق ولين حول ما يصدر منه من أشياء فيها توبيخ أو نحوه، فهذا من حقك عليه أن يتعامل معك بأحسن معاملة.
وأرجو بيانك للزوج أن أمك ليس لها أحد على هذه الدنيا إلا أنت وأن من حقها عليك برك بها والإحسان إليها، وأنه مأجور لأنه يعينك على ذلك ويتحمل الحال.
كما عليك أن تحسني طاعة زوجك وتقدري له موقفه تجاه أمك وتزيدي في طاعته وتظهر سعادتك به، وهذه الدنيا لو صبر الإنسان على ما فيها ابتغاء مرضات الله سينال خيرا كثيرا وسيرزقه الله الرضا إن استعان به وتوجه إليه واحتسب ذلك.
وفقك الله لمرضاته.