التقيت بشاب بقصد التعارف الشرعي للزواج واعترض على شكلي، فكيف أتصرف؟
2020-05-11 06:20:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتوجه إليكم لطلب رأيكم بموقف حصل معي، لقد التقيت بشاب لقاء شرعياً للتعارف بقصد الزواج، بعد أن اقترحته إحدى صديقاتي.
خلال هذا اللقاء الأول، ركز على أنه يجب أن أهتم بمظهري وبأن إن شاء هذه العلاقة مرتبط بقابليتي التغيير وتعديل مظهري، علما أنني لست ذات جمال وأنه لدي زغب نوعاً ما كثيف بوجهي وجميع جسمي.
لا أعرف، قلبي لم يرتح لذلك، فأنا أعتقد أنه لا يجب تغيير خلق الله، وأن أي تجمل يكون بعد الزواج، في حين يرى هو أنه كان صريحاً معي منذ البداية، وأن الرجال خلقهم الله بحاسة بصر ولاقطات بصرية قوية، وأنه لا يمكن أن يقبل زوجة بهذا المظهر.
جزاكم الله خيراً، كيف أتعامل مع هذا الموقف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الكريمة- ورداً على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:
الزواج لا يأتي بشدة الحرص ولا يفوت بالترك، وهو رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يمكن للإنسان أن يقدمه أو يؤخره، وإذا حان الوقت وجاء الشخص الذي هو من نصيبك ستتيسر كل الأسباب، يقول تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء) ولما خلق الله القلم قال له اكتب. قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.
نظرة الرجال للجمال تختلف من شخص لآخر، وجمال الروح والدين والخلق هو الأهم؛ لأن ذلك هو الباقي، أما جمال الوجه والبدن فيتغير مع مر السنين، وربما طرأ على المرأة طارئ فغير جمالها وشكلها فلا يكن في قلبك شيء، وارضِ بما قسمه الله تعالى وكل خلق الله حسن.
فهمت من استشارتك أنك التقيت بهذا الرجل دون علم أسرتك ورآك بقصد خطبتك وهذا خطأ وقعت فيه، فكان الواجب أن يأتي إلى بيت أهلك ليراك، وكأن هذا الشخص يريد منك أن تتجملي ويبقى يلتقي بك بين الحين والآخر، وهذا أمر غير جائز شرعا.
تجمل المرأة وعنايتها ببشرتها وجمالها أمر مطلوب سواء قبل الزواج أو بعده، وإن كان يتأكد بعد الزواج من أجل الزوج وبقاء الفتاة غير آبهة بجسمها بحجة أن ذلك من تغيير خلق الله ليس صحيحاً، فالتجمل ليس من تغيير خلق الله تعالى، بل إن الفتاة التي لا تعتني ببشرتها ونظارتها وتزيل ما يحتاج إلى إزالة تجني على نفسها.
صحيح أنه لا يجوز للفتاة استعمال مساحيق التجميل عند الرؤية الشرعية؛ لأنه لا يعطي الصورة الحقيقية للمرأة، ويكون ذلك نوعاً من التدليس على الخطيب، لكن تركها لاستخدام المواد الطبيعية التي تعطي لبشرتها النضارة وتركها لإزالة العوالق التي على وجهها في مرحلة ما قبل الخطبة يؤدي إلى نفور الخطاب عنها لأن وجهها يبدو شاحباً أو فيه ما يشوهه.
أوصيك بالعناية بما ذكرت سابقاً، ولا توافقي مرة أخرى على مقابلة الشاب، اللهم إلا إن أراد رؤيتك بعد أن تعتني بنفسك وفي بيتكم وبحضرة محرمك فلا بأس في هذه الحالة من إعادة النظرة الشرعية، فإن وافق فليتحدث مع وليك بالمتطلبات وموعد كتابة العقد والعرس وإن لم يوافق فلا تحزني وسيأتيك رزقك بإذن الله تعالى.
يمكنك زيارة طبيبة مختصة بالجلد لتحديد العلاج المناسب للزغب الذي تعانين منه في بدنك، فهنالك علاج بالليزر يمكن أن ينهيه إلى غير رجعة إن شاء الله.
انتشار الشعر في البدن قد يكون له علاقة بارتفاع في نسبة هرمون الحليب، وفي هذه الحال يجب أن ينخفض إلى المستوى الطبيعي، وهذا تحدده طبيبة النساء والولادة بعمل التحاليل اللازمة.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة لله، وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك، ولا تنقطعي عن الدعاء ولا تستعجلي، وكوني على يقين أن الله لن يخيب رجاءك، وثقي بربك وأحني الظن به فإن الله عند ظن عبده به.
أكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك إنه سميع مجيب.