كيف أتجاوز الصعاب وأكون قوية في حياتي؟

2020-05-31 04:44:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف أتجاوز أشياء تسبب لي المرض الشديد؟ وكيف أمنع نفسي من التفكير فيها؟ حتى لا يزداد مرضي. كيف أتجاوز خذلان من حولي؟ وكيف أستطيع البدء من جديد؟ وكيف أصبح قوية وأتجاوز انكساراتي؟

شكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شجن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لك السعادة والطمأنينة والآمال.

لا شك أن الإنسان يتجاوز كل الصعاب في هذه الحياة بالتوكل على الله والاستعانة به، وبعلمنا وبقيننا أن الكون هذا ملكٌ لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وأن أهل الأرض لو اجتمعوا وكادوا وخطّطوا ودبَّروا ليضرُّوك، لن يستطيعوا أن يضرُّوك إلَّا بشيء قد قدره الله عليك، فلذلك الإنسان من هاهنا يبدأ الانطلاق، فابدئي الحياة بأملٍ جديد وبثقةٍ في ربنا المجيد.

وتجنبي اجترار واصطحاب التجارب والمواقف السالبة، فإنها ينبغي أن تأخذ حجمها، ولا تقولي (لو أني فعلتُ كذا كان كذا) فإن (لو) تفتح عمل الشيطان، والشيطان همّه أن يحزن بني الإنسان، همّه أن يحزن الذين آمنوا، ولكن قولي (قَدَرُ/قدَّرَ الله وما شاء فعل)، ثم انطلقي إلى الأمام.

واعلمي أن الناجحين إذا واجهتهم عقبات أو صعوبات اعتبروها محطات في طريق النجاح، فهم لا يقفون عندها طويلاً، لكنّهم يستفيدوا من تلك الإخفاقات ومن تلك المواقف التي تعرضوا لها.

وإذا ذكّرك الشيطان بالأشياء السالبة أو بالمواقف القديمة أو بالأشياء التي لا تُحبينها فتعوذي بالله من شرِّه، ثم تجاوزي الموقف بسرعة، وانتقلي لخطوات جديدة، أشغلي نفسك بذكر الله ليهرب الشيطان، أشغلي نفسك بطاعة الله تبارك وتعالى، اكتشفي عناصر القوة في نفسك، فما من إنسان إلَّا وفيه إيجابيات وعنده نقائص وسلبيات، والنجاح هو أن نعرف ما وهبنا الله من قدرات ومواهب وما أعطانا من إيجابيات فنُنَمِّيها، ونحمد الله عليها، ونشكر الله عليها لنال بشكرنا المزيد، ثم ننظر للجوانب التي تحتاج إلى معالجة فنعالجها ونُدرِّب أنفسنا، والإنسان قادر على أن يتعلَّم ويتعوّد على الكثير.

لا تعتمدي على مَن حولك كثيرًا، واجعلي اعتمادك على الله تبارك وتعالى، وإذا أخذ من حولك في الدنيا صالحات فابحثي عن صديقات صالحات، وتواصلي مع موقعك، فهاهنا آباءٌ وأمّهاتٌ، كلٌّ يشرف بأن يكونوا عونًا لك ولأمثالك من بناتنا وأبنائنا، ولذلك أرجو أن تُغيري طريقة التفكير التي تفكري بها، وابدئي الحياة بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى، بإصلاح ما بينك وبينه.

واعلمي أن شهر الصوم الذي تدرَّبنا فيه على قوة الإرادة وعلى النظام وعلى الانضباط وعلى هذه القيم التي تبدأ ولا تنتهي، هو أفضل نقطة للانطلاق، فكوني بعد رمضان إنسانة مختلفة، همُّك إرضاء الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان يعمل في هذه الدنيا ويستطيع أن يُنجز فيها إذا توكّل على الله، واعلمي أنا خُلقنا لغاية عظيمة وللعبادة لربنا تبارك وتعالى.

وكيف تكوني قوية؟ الإنسان يكتسب القوة بمقدار إيمانه وتوحيده وثقته في الله تبارك وتعالى، لمَّا قالوا لهود - عليه السلام - سنؤذيك ونفعل، قال: {فيكيدوني جميعًا ثم لا تُنظرون، إني توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم}،.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لأبي بكر: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، فكوني مع الله ولا تُبالي، ولا تقفي -كما قلنا- عند الانكسارات وعند المواقف السالبة التي تعرضت لها، فما من إنسان إلَّا وتعرّض لصعوبات، إلَّا وتعرض لإخفاقات، إلَّا أن الفرق بينك وبين هؤلاء أنهم لم يقفوا، وإنما تجاوزوها للمراحل التي بعدها، وسيُصبح حديث الفشل والمواقف السالبة مجرد ذكريات، وتجارب يستفيد منها الإنسان في حياته.

ونحن نعتقد أن هذا السؤال وتواصلك مع الموقع بداية صحيحة، فانطلقي إلى الأمام، والله معك، وكلنا لك مُؤازر ومُناصر، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والنجاح والسداد.

www.islamweb.net