كيف أقوم بتربية ابنتي الصغيرة وأصقل شخصيتها؟

2020-06-20 22:12:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ووفقنا الله وإياكم في طرح السؤال والاستفادة منكم ومما أنعم الله عليكم به من علم ومقدرة في الإجابة عن الأسئلة.

السؤال هو: بنتي الصغيرة بعمر 3 سنوات ونصف، أريد أن أهذبها وأصقل لها شخصيتها، فالطفل على ما اطلعت في هذا السن مهم أن أربيها على الصلح والصلاح -ولله الحمد فالدعاء لها في كل يوم ولأخيها الرضيع، ومنذ ولادته وهي تغار، بدأت بضربه والغيرة منه، ولا تحبه.

ليس عندي مانع في تعبيرها عن مشاعرها لكن كيف أصقل لها مشاعرها بإيجابية؟ كيف أجعلها تترك طابعاً من ضرب أخيها؟ هل الضرب نفسه من كسر الماعون ينفع؟ تهمل في ترتيب غرفتها وأساعدها لصغر سنها، ولا تهتم في تكسير ألعابها وتعشق الهاتف واليوتيوب.

للعلم أنا أحدد لها فترة زمنية مع منبه للعب بالهاتف، وتعطيني الهاتف بعد الانتهاء من المدة، تصرخ كثيراً وتضرب نفسها وتعض يدها في حال الغضب إذا لم أعطها ما تريد، قليلة الأكل لدرجة لو أكلنا تلعب بالأكل ولا تأكل.

أريد حلويات أعطيها نصيبها وتترك اليوم بطوله بدون أكل، كيف أعاملها معاملة الصغار؟ أريد أن أصل إلى مستوى عقلها الجميل الذي لا يرقى لفهمنا ولا همومنا.

كيف أوجهها على الاستماع لكلام أمها واتباع النصائح مع التفكير قبل أن تنفذ ما يطلب منها.

وجزاكم الله خيراً، وإن شاء الله كل الأمور على خير وتسهيل من الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -الأخ الفاضل- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يصلح هذه الطفلة ويصلح شقيقها الأصغر، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينكم على الخير وأن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

هذا السؤال رائع جداً نحن نسعد بمثل هذه الأسئلة التي تدل على اهتمام منكم ومتابعة، ونحن نؤكد أن مسألة الغيرة في مثل هذه الأحوال لا بد أن تحصل، وكان ينبغي الانتباه لذلك قبل خروج هذا الطفل الأخير، بأن نهيئ الطفلة الكبيرة بأن هذا المولود القادم يشبهها ويحبها، وسيلعب معها وأنها صاحبة فضل عليه، وأنها ستعلمه وستلاعبه ومثل ذلك الكلام.

الأمر الثاني كان ينبغي عند مسألة إخراج وعودة الزوجة بالطفل الجديد إلى البيت، ينبغي أن يكون فيها ترتيب، فمن الأفضل أن لا تأتي الأم وهي تحمل طفلها ولا يأتي الأب وهو يحمله، وإنما يأتي طرف ثالث كالخادمة أو العمة أو الخالة هي من تحمل الطفل في تلك اللحظة الحاسمة، لحظة رؤية الطفلة لشقيقها الجديد ولحظة دخوله إلى البيت.

الأمر الثالث: أرجو أن نحاول أن نبعد بينهما فمن المهم أن تأخذ هذه البنت ثلاث سنوات ونصف معك في معظم الوقت، حتى تتفرغ الأم لرعاية الأصغر، وإذا وجدت الأم معها ومع الأصغر فينبغي أن تخصص لها وقتاً، تشاركها في اللعب، فإذا نام الصغير ينبغي أن تأتي إليها وتلاطفها وتشاركها لعبها، وتهتم بها وتحتفي بها، حتى لا تشعر أن هناك من سحب البساط بساط الاهتمام من تحت قدميها.

الأمر الرابع: ينبغي أيضاً أن لا تقابلوا عنادها بعناد لأنها في مرحلة العناد والعناد يبدأ من سنتين ونصف حتى 6 سنوات، ينبغي أن لا تكرهها إذا عاندت، وعدم مقابلة عنادها بعناد، وعدم إعطائها تعليمات تحتمل الإجابة بلا أو نعم، مثلاً الطعام تقول البنت الرائعة تأكل، فلانة رائعة وستأتي للطعام، فإن أبت نضع الطعام في مكان ظاهر سهل الوصول إليه ثم نتغافل حتى تأتي وتأكل وتأكل وحدها.

من المهم جداً التركيز على ما عندها من إيجابيات وأشياء جميلة، نحذر من إظهار العجز أو إظهار الانزعاج أو الكلام عن سلوكياتها السالبة وهي تسمع، حين تأتي الخالة أو العمة فنقول فلانة تتعبنا، فلانة تعمل، هي الآن تنتفش وتنتعش وتقول ما أحد قادر علي.

لذلك ينبغي أن يكون التركيز على الإيجابيات، وأن نمدحها أمام الناس، ونتجنب أيضاً الإهمال لها، أحياناً قد تأتي الخالة وتأتي العمة، فتمدح الصغير وأنه جميل وأنه يشبه والده ويشبه والدته وهي الآن حزينة لا تجد من يهتم بها، ولكن لو قلنا فلانة أجمل منه، وفلانة كذا، ينبغي أن تراعى مثل هذه الأمور.

أعجبني وأسعدني بأنك تشغلها ببعض المهام وترتيب غرفتها، ومساعدتها، وأيضاً دعوتها للمساعدة في رعاية الصغير، حتى نحول مشاعر الغيرة إلى مشاعر مساعدة، فلو تقولون لها أخوك يحبك ويبحث عنك، هات له المرضاعة، هات له الغطاء ويحبك لاحظي هو يضحك لك إنه كذا، يعني هذه العبارات التي تجعل العلاقة بينها وبين الصغير في أروع ما يكون.

كذلك أيضاً ينبغي تجنب القسوة عليها عندما تحاول لمس هذا الطفل الصغير، حتى لو حاولت أن تضرب لا نضربها ولكن نحجزها من الضرب، نشغلها عن الضرب نقول (تعالي، شوفي، روحي، جيبي كذا)، يعني نشغلها بطريقة غير مباشرة، وإذا اضطررنا إلى الشدة معها في الضرب فليكن ذلك من طرف خارجي، وأقصد بالطرف الخارجي العمة أو الخالة يعني طرف خارجي هو الذي يقول أنا أحبك لكن ما أريد، ولا أرضى أن تلمسي هذا لأنه يحبك ولأنه كذا، ولا مانع من أن يكون اللفظ شديداً لكن من طرف خارجي.

أما إذا كانت الشدة من الأب والشدة من الأم فإنها تزداد في غيرتها، وتزداد في عنادها، لأن هذا يؤكد عندها أن الصغير محبب مقدم عليها، وأنه الأول وأنه كذا، وهذا يزيد من الغيرة السالبة بكل أسف.

فعلاً هذه الطفلة ذكية وعقلها كما قلت جميل، ونحن الذين ينبغي أن ننزل إلى مستوى هؤلاء الصغار، وكما قلنا أرجو أن يكون دورك كبيراً في شغلها، لو تريد أن تذهب إلى متجر تشتري أشياء خذها معك، لو تريد في السيارة أن تتحرك بها خذها معك، لو تريد بعض المهام بحيث يكون وقت الاحتكاك مع الصغير وقت الغيرة التي تشتعل ما نعطي فرصة طويلة لهذه المسألة وعندما تعود من الخارج تشتري هدية وتقول أنت اشتري هدية لشقيقك فإن اشترتها تمدحها وتقول هي تحب أخاها واشترت له هدايا، ونحو ذلك الكلام.

المهم الذي يعزز العلاقة الأخوية فتصبح علاقة حب وشفقة وليست علاقة غيرة شديدة بينهم.

نسعد بتواصلك حتى نرسل لكم بعض المواد التي تعينكم في تجاوز هذه المرحلة، وأرجو أن تكثروا لها وللطفل الصغير ولأنفسكم من الدعاء مع ضرورة أن تكون لكم خطة تربوية موحدة.

نرفض القسوة نرفض الشدة نرفض الاختلاف بينكم ونؤيد الاتفاق على خطة موحدة، الملاطفة لها شغلها قبل أن تشغلنا، توجيهها إلى الأشياء المفيدة، الثناء على إيجابياتها وعندها ستزيد الإيجابيات وتتخلص من كثير من السلبيات، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

www.islamweb.net