ما علاج ما أعانيه من الوسواس القهري والاكتئاب؟
2020-06-16 05:13:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الاكتئاب منذ 2010، وأيضا من فكرة الوسواس القهري الذي يأتيني عبر تخيلات جنسية، وأنا أعرف أن هذا الوسواس عبارة عن أفكار غير منطقية.
أخذت علاج باكسيرا 20 مل أول شهر أصبحت جيدا لكن الدكتور كتب لي نفس الدواء لكن أخفضه 10 مل غرام، لكن حالتي أصبحت بعد ذلك ليست جيدة وانتكست. هذا الوسواس يزعجني كثيرا في حياتي، وصلت لمرحلة من الاكتئاب المفرط، فما هو العلاج؟ وهل يكفي العلاج الدوائي لوحده؟
وحاولت كثيرا التخلص من هذه الأفكار لكن لم أستطع، وبالرغم من تطبيق نشاطات أخرى كالقراءة وغيرها، وحتى وصلت لمرحلة أن أفقد ثقتي بنفسي.
أرجو منكم الإجابة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوساوس القهرية ذات الطابع الجنسي بالفعل هي مزعجة لصاحبها خاصَّة الشباب المتدينين والأنقياء، ومبدأ العلاج الأول – يا أخي – هو أن تُحقّر هذه الأفكار، وألَّا تُناقشها، ولا تُحاورها، ولا تُحلِّلها أبدًا، تبدأ بمخاطبة الفكرة في بداياتها بكلمة (قف قف قف قف)، وتتصور الوسواس أمامك متجسّدًا دون أن تناقشه، وتُحذّره بهذه الكلمة (قف قف) تُكرِّرها عُدة مرات حتى تحس بشيء من الإجهاد. هذا تمرين ممتاز جدًّا.
وتمرين آخر هو: تمرين التنفير، وهو أن تربط بين الوسواس وبين استشعار مُنفِّرٍ، كإيقاع الألم على نفسك مثلاً، بأن تضرب يدك على سطح طاولة صلب بقوة وشدة حتى تحس بألم شديد، وفي ذات الوقت تستمر بالفكرة الوسواسية في بداياتها، تفكّر في الفكرة الوسواسية وتُوقع الألم على نفسك في نفس الوقت، الضرب على اليد مصحوبة بالفكرة الوسواسية، الضرب على اليد والفكرة. علماء السلوك وجدوا أن المزج بين هذين الفعلين المتناقضين يؤدي إلى إضعاف (ضعف) الوساوس. هذه حيلة سلوكية ممتازة جدًّا.
والأمر الآخر هو أن تواصل نفس برامجك، بأن تشغل نفسك بما هو مفيد، تتجنب الفراغ، لأن الوسواس ينمو ويزداد ويتكثّف، ويتكاثر من خلال الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني.
ممارسة الرياضة مهمّة جدًّا، ممارسة تمارين استرخائية، سوف تجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه تُحسّن المزاج، وتُضعف الوسواس إن شاء الله تعالى.
الاكتئاب: لا بد أن يكون لديك قوة إرادة تغيير المزاج. أنت صغير في السن، إن شاء الله أمامك مستقبل طيب، تأمّل وتفكّر في الأشياء الجميلة، أحسن إدارة وقتك، احرص على ممارسة الرياضة، نم مبكّرًا، واستيقظ مبكّر، صلِّ الفجر، ثم بعد ذلك قم بمذاكرة بعض المواد الدراسية في الصباح، لأن الصباح هو وقت الاستيعاب، والصباح الباكر فيه خير كثير جدًّا للإنسان، وقد بُورك لهذه الأمة في بكورها... وهكذا. ابن علاقات اجتماعية طيبة، كن بارًّا بوالديك وأُسرتك، صِلْ رحمك، تواصل مع أصدقائك.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتغلب على هذه الأفكار.
عقار (باكسيرا) وأعتقد أنه هو الـ (استالوبرام): دواء جيد، لكن الأفضل هو عقار (فلوكستين) والذي يُسمَّى تجاريًا (بروزاك)، وربما تجده في تركيا تحت مسمّى تجاري آخر، يمكن أن تستشير طبيبك حوله، وذلك بعد أن تُخفض جرعة الباكسيرا إلى خمسة مليجرام لمدة أسبوع، ثم تتوقف عنها وتبدأ في تناول الفلوكستين بجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعلها أربعين مليجرامًا يوميًا، وهذه جرعة مناسبة جدًّا، وهي الجرعة العلاجية.
وبعد أسبوعين من رفع الفلوكستين إلى أربعين مليجرامًا تُضيف دواءً آخر يُسمَّى (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام ليلاً، استمر على الرزبريادون بهذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، واستمر على البروزاك بجرعة أربعين مليجرامًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا – وهذه هي الجرعة الوقائية – تستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء. دواء ممتاز جدًّا لقهر الوساوس، وكذلك لإزالة الاكتئاب.
وإذا استصحبت التطبيقات السلوكية التي ذكرتُها لك مع العلاج الدوائي قطعًا -إن شاء الله تعالى- تكون النتائج العلاجية ممتازة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.