أعاني من الأرق ليلا.. كيف أتغلب عليه؟
2020-06-15 06:32:04 | إسلام ويب
السؤال:
سلام عليكم
أنا شاب عمري 29 سنة، أعزب، أصبت من قبل بالوسواس القهري للموت (مرض القلب والأمراض) منذ 4 سنوات مضت، -والحمد الله- شفيت منه بعد شهرين من المعاناة، ولكن في الشهرين الماضيين مع التوقف المؤقت عن العمل بسبب وباء الكورونا غيرت من وقت نومي في النهار، وأصبحت أصحو في الليل، خصوصا في رمضان؛ نظرا للحجر الصحي، فأصبح توقيت النوم من الفجر إلى 14.00 زوالا، وتطور من 11 نهارا إلى 07 مساء، وأسهر ليلا مع الأفلام والمواقع الاجتماعية.
بعد حلول العيد بيوم واحد أردت تغيير وقت نومي الطبيعي في الليل، فلم أنم في النهار إلا ساعة أو ساعتين في الظهيرة بهدف محاولة النوم في الليل، فلم أستطع فاطلعت على موقع قوقل في تلك الليلة، فحصلت على معلومة أن من يحرم نفسه من النوم ستكون نتيجته الموت، أو الجنون، أو السكتة الدماغية، فأصاباني الرعب والقلق، فأصابني الأرق، ولم أعد أنم كما في السابق، إلا ساعة أو ساعتين أو ثلاثا في النهار، وأخرى في الليل مع الأحلام والكوابيس نتيجة وسوسة أني لن أستطيع النوم أبدًا، وإن لم أنم سأموت، وتأتيني ذكريات الوسواس القهري التي أصابتني من قبل وتصيبني بالحزن، لكنني أعرف أنها مجرد وساوس وأفكار سلبية تغلبت عليها.
مشكلتي الآن عدم المقدرة على النوم إلا سويعات قليلة، لا أحس من خلالها أني نمت أبدا، بعضها في النهار، وبعضها في الليل، فكيف أحل مشكلتي التي أهلكتني، وأتعبت عائلتي معي؟
ملاحظة: في الليل مع قرب الفجر يصيبني نشاط مفرط يؤدي إلى فرط الحركة ولا يأتي الخمول إلا بعد الظهيرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبوبكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: طبعًا تغيير الساعة البيولوجية قد يحتاج وقتًا؛ لأن ترجع إلى مساراتها الطبيعية، فأنت كنت تنام نهارًا وتستيقظ ليلاً، ثم بعد ذلك أردتَّ أن ترجع لما هو طبيعي، وقطعًا الظروف الحالية التي تحيط بالناس، وقضية الحجر الصحي، ومَن لا يُحسن إدارة وقته ويستفيد من الوقت بصورة صحيحة بالفعل يُصاب بالضجر والكدر والأرق، كلّ هذا يحدث.
أنا أقول لك أن الكلام الذي ذكرته حول أن الذي لا ينام هذا يُعجّل في موته، هذا كلام خطأ وليس صحيحًا، نعم الأرق مُتعب ولا شك في ذلك، لكن النوم حاجة بيولوجية طبيعية تأتي لكل إنسان، قد تتفاوت في قوتها وشدتها وجودتها، لكن قطعًا النوم يأتي للإنسان؛ فالكلام الذي ذكرته ليس صحيحًا، لكن عدم النوم يؤدي إلى إجهاد جسدي، يؤدي إلى إجهاد نفسي، ومَن حُرم من النوم مثلاً في أماكن التعذيب وخلافه أُصيبوا بالهلاوس، هذا نعرفه، لكن أنا أعتقد أن وضعك هو وضع مؤقت، انتقال من ساعة بيولوجية إلى نمط آخر.
وأنا أقول لك: أولاً يجب أن تتجنب النوم النهاري مهما كانت الظروف، لابد أن تمارس رياضة في أثناء النهار، لا بد أن تبتعد عن تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، ثبت وقت الذهاب إلى الفراش، وبهذه الكيفية سوف يكون النوم في انتظارك ويبحث عنك ولا تبحث عنه.
من المهم جدًّا أن تمارس تمارين استرخائية، تُوجد برامج كثيرة جدًّا لتمارين الاسترخاء على اليوتيوب، أرجو أن ترجع إليها وتستفيد منها.
عليك بحسن إدارة الوقت، يعني: لابد أن يكون نهارك مليئًا بالأنشطة، القراءة، الاطلاع، تلاوة القرآن، ممارسة رياضة، تطور مهني، أي شيء، لابد أن تحرص على شغل نفسك بالمفيد.
هنالك شيء استوقفني، وهو أنك تُصاب بنشاط مُفرط مع قُرب الفجر: هذا يجب أن نضعه في الاعتبار، إذا كان هذا الأمر لا يعقب شُرب القهوة مثلاً فلابد أن نكون يقظين، هناك حالة تُسمَّى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة، قد يظهر في شكل فرَط حركة مع شيء من الانشراح واضطراب في النوم، أنا لا أقول لك أنك تعاني من هذه المتلازمة، لكن لابد أن تكون يقظا وتُراقب هذا الأمر، وإذا تكرر عليك كثيرًا أرجو أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًّا.
أنا أريد أن أنصحك بدواء بسيط جدًّا وجيد جدًّا، يُحسِّن النوم، وهو يُقلِّل حتى من فرط الحركة هذه، ولا يؤدي إلى تكاسل، الدواء يُعرف باسم (كواتبين)، هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (سوركويل)، أريدك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ساعة قبل النوم، وأعتقد أنه سيكون مفيدًا لك جدًّا، تناوله لمدة شهر إلى شهرين، وبعد ذلك توقف عن تناوله، هو ليس إدمانيًّا، والجرعة يمكن أن تُرفع حتى مائة مليجرام ليلاً، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.