تسللت فكرة (بلع لساني) إلى دماغي وسيطرت عليه كليا!
2020-06-16 00:39:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أبدأ بسرد قصتي من البداية، أنا شاب عمري الآن ٢١سنة، أعزب، دائما ما كنت الشاب المندفع الطموح، ذا الثقة العالية، مترأسا لكل مجلس ذهبته، دائما ما كنت الشاب الذكي صاحب أعلى الدرجات علميا ورياضيا، اجتماعي لدرجة كبيرة، لم يخالطني أحد إلا وأحبني -والحمد لله- طبعا، فمحبة الناس هي نعمة من الله.
منذ ما يقارب السنة، تعرضت لحادث لا أعرف حتى إذا كنت أستطيع تسميته بحادث، يمكن أن أسميه بنوبة خوف بشكل مفاجئ، وبلا أي إنذار، إذ دخلت في عقلي فكرة خبيثة بأنني سوف أبلع لساني، تسللت الفكرة إلى دماغي وسيطرت عليه كليا، لم أعرف ماذا أفعل في تلك اللحظة، إذ لم يحصل معي شيء مشابه لهذا الحادث، ظننت أن ضغطي ارتفع أو أني مصاب بمرض عضوي، استدعيت الإسعاف في لحظتها، وأجروا لي فحوص ضغظ الدم، والسكري، ومعدل دقات القلب، واتضح أني سليم، وليس بي شيء.
منذ ذلك اليوم انقلبت حياتي رأسا على عقب، أصبحت أعيش في قلق وخوف وتوتر دائم على مدار الساعة، إذ أن الخوف لم يغب عني يوما واحدا، لم أعد ذلك الاجتماعي، وصاحب الثقة العالية، أصحبت أخشى من أي مناسبة اجتماعية، أو حتى من الجلوس مع الآخرين، انعزلت عن المجتمع كله، انعدمت ثقتي بنفسي لدرجة كبيرة، إذ أصبحت أخشى كل شيء.
ومما ساعد على ذلك أني طالب مغترب بعيد عن أهلي وناسي، لم أعرف كيف صمدت وحيدا، حياتي انقلب بشكل كامل، نظام نومي غير متوازن، حتى نظام الأكل لم يكن صحيحا، وأصبحت أعاني من ألم في المعدة، وآلام في الظهر والرقبة، ذهبت إلى طبيب فأخبرني أنها قرحة بسيطة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حصل معك هي نوبة هلع وقلق، وبعد ذلك استمرت طبعًا أعراض القلق والتوتر معك، وطبعًا نوبة الهلع هي مرض نفسي وليس مرضًا عضويًّا، ولذلك كل الفحوصات تكون سليمة.
طالما الأعراض ما زالت معك وأنت في بلد غريب، فقد تحتاج إلى علاج، وأحسن دواء لعلاج نوبات الهلع والقلق المصاحب لها – أخي الكريم – هو عقار الـ (استالوبرام/ سبرالكس) عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار في العلاج حتى بعد زوال هذه الأعراض – أخي الكريم – لفترة ستة أشهر، حتى تختفي الأعراض تمامًا، ولا ترجع إليك، وبعد ستة أشهر يجب التوقف عن الدواء بالتدرّج، بأن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف منه تمامًا.
عليك أيضًا ممارسة الرياضة، رياضة المشي بالذات يوميًا لمدة نصف ساعة، أو ممارسة تمارين رياضية بالمنزل، وعليك أيضًا بالتواصل مع أصحابك بالواتساب أو الفيسبوك، وليكن عندك روتين يومي – أخي الكريم – بالذات في هذه الأيام مع جائحة الكرونا، ليكن عندك روتين يومي، حتى لا تشعر بالقلق وتفكّر في أعراض القلق، كذلك لا تنس قراءة القرآن والذكر والدعاء، والحرص على الصلاة في وقتها، وكذلك الحرص على النوافل من الصلوات.
هذه كلها أمور تؤدي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال، وكما قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وقال: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.
وفقك الله وسدد خطاك.