أصبت باكتئاب وقلق ولا أرغب بالتحدث مع صديقاتي.. ما الحل؟
2020-06-22 22:16:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم،
أنا فتاة عمري 18 سنة، ملتزمة بأمور الدين والحمد لله، كنت على علاقة مع شاب مدة سنة، وكنت طبيعية، قبل شهر جاءتني حالة بحيث أصبحت أخاف وأتوهم وأشك بنفسي في كل شيء، حتى في صلاتي، وفي حبي لهذا الشاب.
أصبحت لا أنام ولا آكل شيئا، وفقدت كثيرا من الوزن، وأصبحت في حالة اكتئاب حادة بحيث أني أفكر بالانتحار بأي طريقة، علاوة على ذلك جاءتني الدورة، وكانت مدة الدورة 15 يوما متواصلة، وأصبحت في قمة العصبية والخوف والتوتر والقلق، بحيث إن معدتي دائمة التشنج، ودائمة البكاء حتى بدون سبب ومتناقضة الشخصية، ولا أريد أن أخسر نفسي، أو أخسر مشاعري تجاه هذا الشاب، ولا أعرف ما هو الحل؛ لأني فقدت صديقاتي، ولا أرغب بالتحدث معهن هذه الفترة.
أرجو المساعدة لو سمحتم، لا أريد أن أخسر حياتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
صعوبات كثيرة تواجه الشباب في هذا الزمن، تغيرات في طريقة التفكير، ووسوسة، وخوف، ومشاكل في الانتماء، ومشاكل الهوية، والله المستعان، والظروف الاجتماعية والبيئية وحتى السياسية قطعًا كل ذلك لعب دورًا كبيرًا في عدم الاستقرار هذا.
أنا أعتقد أن الملاذ للشباب يجب أن يكون في الدِّين، شباب المسلمين إذا تمسّكوا بدينهم مهما كانت الصعوبات ومهما كانت المتغيرات ومهما كانت المضايقات من هنا وهناك، التمسُّك بالدين يُعتبر هو المُنقذ بحول الله وقوته، وكذلك التزوّد بالعلم، العلم أيضًا أمرٌ ضروري وجوهري في حياة الشباب.
إن شاء الله تعالى حالتك هذه بسيطة، الذي يأتيك هي أفكار قلقية وسواسية توتريّة، وهذا بالفعل يؤدي إلى التردد، يؤدي إلى عدم التأكد من الذات، يؤدي إلى تناقض في الشخصية، وتناقض في الأفكار وتداخلها، هذا كله يحدث.
حين يكون الوسواس مصحوبًا باكتئاب ثانوي بسيط قد يؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن؛ لأن الشهية للطعام تكون ليست جيدة.
اضطرابات الدورة الشهرية معروف أن القلق يُساهم فيها كثيرًا، والوسواس مكوّنه الرئيسي هو القلق.
علاقتك بهذا الشاب يجب أن تكون قائمة على الضوابط الشرعية، وهذا أمرٌ ضروري جدًّا، وأنت مدركة وعلى وعي، أنا لا أريد حقيقة أن أُملي عليك أو أفرض عليك شيئا معيّنا، لكن أريدك أن ترفعي من مستوى إدراكك، والزواج هو حقيقة المآل الذي يجب أن تنتهي إليه هذه العلاقات إذا قامت بين الشباب وكانت منضبطة بضوابط الشرع.
عمومًا أنا أترك هذا الموضوع، وأثق تمامًا في بصيرتك واستبصارك ورُشدك إن شاء الله تعالى.
أهم شيء أن تفلحي في إدارة وقتك، تنظّميه، ولا تسهري أبدًا، تجنبي السهر، السهر يؤدي إلى إجهاد جسدي وإلى إجهاد نفسي، ويخِلُّ كثيرًا من مكونات الجسم الهرمونية، وكذلك يخلُّ بالمواد العصابية، إذًا احرصي على النوم الليلي المبكر، وهو ممتاز جدًّا، يُقلِّلُ كثيرًا من التوتر والقلق، ويجعل الإنسان يحسّ بالحيوية والنشاط في الصباح، وكذلك حُسن التركيز، والبكور فيه خير كثير، الذين يدرسون بعد صلاة الفجر لمدة ساعة أو ساعتين قد يكفيهم ذلك تمامًا عن الدراسة في بقية اليوم.
مارسي أيضًا تمارين رياضية، وطبّقي تمارين استرخائية، هذا يفيدك كثيرًا، عبّري عن ذاتك، تحدّثي مع والديك، مع صديقاتك؛ لأن التفريغ النفسي أيضًا مهم.
إن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي أيضًا هذا جيد، وإن كان ذلك فيه صعوبة أنا سأصف لك دواءً، آلية من آليات العلاج، لكن لابد أن تُطبقي ما ذكرتُه لك، الدواء يُسمَّى (سيرترالين) دواء جيد جدًّا لعلاج الوسواس والمخاوف، ويُحسِّنُ المزاج، وهو سليم، وغير إدماني، ولا يؤثّر على الدورة الشهرية؛ جرعة البداية هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولينها ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلينها حبة كاملة لمدة شهرٍ، ثم حبتين يوميًا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأفكار الانتحارية السخيفة -إن شاء الله- هي أفكار عارضة، وهذا النوع من التفكير لا يشبهك أبدًا، ويجب ألَّا يكون ذلك في خلدك؛ لأنك مسلمة مؤمنة؛ ولأن في مستقبل حياتك ما هو أفضل بإذن الله، والحياة لا تكون على وتيرة واحدة، ونحن في اختبار وامتحان، وكلٌ مبتلى، وكلٌ ميسر لما خُلق له، {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً}، {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}، فاستعيذي بالله تعالى منها ومن الشيطان، ومن تلك الأفكار الانتحارية، وستشعرين بقيمة الحياة، وتسعدين -إن شاء الله-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.