زوجي يهددني بالطلاق كلما غضب، فماذا أفعل؟
2020-06-27 20:56:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كنا أنا وزوجي وأولادي نسكن في بيت أهله، ولكثرة المشاكل خرجنا واستأجرنا بيتا، وسكنا لوحدنا لمدة أشهر بلا مشاكل، رغم أنه يتركني وولدينا ويقضي معظم وقته مع أهله، أصبح زوجي يغضب بشكل كبير عندما أسأله أين كان، أو ماذا حدث عند أهله عندما يتصلون به كثيرا ليذهب إليهم، هو أيضا يبخل علي كثيرا (أنا فقط)، أما إخوته الشباب فكلما طلبوا مالا يعطيهم، إلا أنا يخبئ عني أمواله التي لا أعلم كميتها دون سبب!
وقد حدثت معي حادثة أن ابنتي الصغيرة التي تبلغ 3 سنوات خرجت من البيت، بحثت عنها بشكل هستيري حتى وجدتها -والحمد لله-، ولكن زوجي كرهني أكثر بعد ذلك اليوم، وأصبح يهددني بالطلاق، كرّهني حياتي، وأصبح يشتمني كثيرا، ويقول: أنني لا أصلح لشيء، رغم أنني ربة بيت ممتازة. حاولت أن أصالحه وأقنعه أنها مشكلة ومرت على خير، ويجب أن يحمد الله ولكنه لا يستجيب، هو يعامل كل الناس بلطف ما عدا أنا، فماذا يجب علي أن أفعل لأستعيد حبه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب، ونسأله تبارك وتعالى أن يعينك وزوجك على الوفاق بالحقوق، فإن الحياة الزوجية مسؤولية، نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أرجو أن لا تنعكس المشاكل مع أهله على الحياة التي بينكما، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على التفاهم خاصة مع وجود هؤلاء الأطفال الصغار الذين يزعجهم أي شجار أو تنافر بين الوالدين، ونحب أن نؤكد أن إدارة البيت بعد الخروج من البيت الأول لا تقل في صعوبتها عن وجودكم في البيت الأول، لأن الخروج من البيت الأول ما لم يكن خروجاً مرشداً بطلب من الزوج وليس من الزوجة، سيكون له بعض الانعكاسات التي تحتاج إلى وقت حتى تتفهموا وتتجازوا هذه المرحلة، ولذلك ننصحك بالآتي:
أولاً: كثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فقلب زوجك وقلب أهله بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.
الأمر الثاني: طالبي بحقوقك من زوجك بهدوء دون أن تقارني نفسك لما يدفعه لإخوانه أو أخواته أو لوالديه، فإن الشرع الذي يأمره بالإحسان لك هو الشرع الذي يأمره بالبر والديه، وأرجو أن لا تصطدمي به لأجل هذه الأسباب.
كما نتمنى أن تختاري الوقت المناسب لسؤاله عند التأخر، والفرق كبير بين المرأة التي تقول لماذا تأخرت، أنت لا تهتم بنا، وبين التي تقول نحن نفرح بمجيئك، الأطفال يحتاجون إليك، البيت ينور عندما تكون معنا، مع تقديرنا أن المرأة تحتاج إلى زوجها هذا نتفق عليه، لكن بالأسلوب الحسن، فكيف تجعل المرأة بيتها جاذباً، وثغرها باسماً، وفراشها ناعماً حتى تجذب هذا الزوج حتى يعود إليها مسرعاً.
كذلك أيضاً ينبغي أن تتجنبي نقد الزوج حتى لا يقابل النقد بنقد، والتجريح بتجريح، عليك أيضاً أن تحاولي تلطيف البيت والإحسان في استقباله والقيام بالواجبات التي عليك، أيضاً لا بد أن تحرصي على اختيار الأوقات المناسبة لمناقشة المشكلات التي تحصل، لا نحتاج أيضاً أن نوصيك بمزيد من الاهتمام بأبنائك وأطفالك ورعايتهم حتى لا تعطي زوجك أو غيره فرصة من أجل أن يتكلم عليك، استمري في النجاحات التي ميزك الله بها كامرأة ورعاية بيت، واعملي ذلك ابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى.
تأكدي أن الحياة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن إساءة الزوج لا تبيح لك الإساءة، وتقصيره لا يبيح لك التقصير، فاعملي الخير لله تبارك وتعالى وكوني الأحسن دائماً، واعلمي أن خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، حاولي أيضاً أن تتلطفي مع زوجك حتى يبادرك واللطف والاهتمام، وتجنبي المقارنة؛ لأن المقارنة دائماً ظالمة، وهي من أسباب التوتر في مثل هذه الأحوال، وأنت كامرأة أعرف الناس بالطريقة التي تؤثرين بها على زوجك، والأشياء التي تضايقه تتجنبينها، الأشياء التي تفرحه لتفعليها، وتسلحي بكثير من الصبر.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد لك الاستقرار والآمان في بيتك، ونتشرف بالاستمرار في تواصلك مع الموقع بعد تنفيذ هذه الملاحظات والتوجيهات التي أشرنا إليها، ولا ننسى أن نوصيك بكثرة الدعاء لنفسك وله ولأطفالك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.