حياتي ضائعة بين الهداية والضلال، فكيف النجاة؟
2020-06-24 05:59:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر من كل قلبي القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله عز وجل التوفيق لهم.
أنا فتاة أبلغ من العمر ١٥ سنة، لم أكن أصلي، وكنت أسمع الأغاني بشكل دائم طوال اليوم، لكن الله هداني، وله الحمد، وبدأت أصلي قبل حوالي ٨ شهور تقريباً .
في البداية لم أكن منتظمة في صلاتي، أي لا أصليها في أوقاتها، وأترك بعض الفروض، لكن كنت أشعر بالسكينة والراحة في قلبي، بعد مرور شهرين بدأت أشعر بضيق في قلبي أثناء الصلاة وقراءة القرآن، لكني لم أهتم، الأمر بدأ يزيد، حتى أني شعرت أن الله ليس راضٍ عني، وأصبح يزداد حتى عند سماع صوت القرآن أو صوت الأذان، أو ذكر الله، أصبح الضيق في قلبي يزداد كلما تقربت إلى الله ومع مرور الوقت بدأت أحوم حول الكفر والشرك والعياذ بالله، ثم أتعوذ من الشيطان الرجيم، وعندما أصلي لا أستطيع التوقف عن التفكير، وحتى عند قراءة القرآن.
حاولت أن أجد طريقة للتخلص من هذا الضيق، لكن لم أجد، والضيق في قلبي يزداد وكأن سكينا دخلت قلبي، وحتى أنني أحياناً أترك بعض الفروض لكي أرتاح، والآن وصلت لدرجة هلكت ولم أستطع تحمل هذا الضيق!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب. نشكر لك تواصلك معنا، ونبادلك الدعاء بالدعاء، فنسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُحبِّب إليك الإيمان ويُزينه في قلبك، ويُكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان.
ولا شك – ابنتنا العزيزة – أنك كنت قد سلكت الطريق المُوصِل إلى رضوان الله تعالى، وبدأت بأخذ أسباب الفوز والسعادة الدائمة الأبدية، حينما تُبتِ إلى الله تعالى وبدأتِ بالمحافظة على صلواتك، وهذا أمرٌ يُغضب الشيطان، ويُحزنه ولهذا لابد أن يقف في طريقك، وأن يُحاول صدّك عن هذا الطريق وتشويشه عليك، وهذا ما أخبر الله تعالى به في كتابه، وأخبرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى حاكيًا عن إبليس أنه قال: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قعد لابن آدم على أطرقه كلِّها)).
فهذا إذًا شيءٌ متوقع – أيتها البنت العزيزة – أن يحاول الشيطان صرفك عن هذا الطريق الذي بدأتِ سلوكه، وله في ذلك أساليب متعددة، منها الوساوس، وإيراد أنواع الشكوك على قلبك، وغير ذلك من الأدوات التي يستعملُها ليثقّل عليك التدين والالتزام، وليصرفك عن الطاعات والاستئناس بذكر الله تعالى وطاعته.
فإذا عرفت هذا سَهُلَ عليك بعد ذلك المجاهدة والصبر للتخلص من هذه الحال التي أنت فيها، فما أنت فيه شيءٌ معروف معتاد لكثير ممَّن يتحوّلون من طُرق الغفلة والمعصية إلى طُرق الصلاح والاستقامة، فلا تستسلمي، وتذكّري ما أعدّه الله تعالى من الثواب الجزيل للإنسان المؤمن على مُجاهدته وصبره، فأنتِ مأجورة على أعمالك التي تقومين بها وعلى الصبر عليها، ولذلك ننصحك باتباع الأمور الآتية.
الأول: أن تأخذي بالأسباب المعينة على الطاعات، وذلك بمصاحبة النساء الصالحات، والإكثار من مجالستهنَّ، فإن الإنسان يتأثّر بمن حوله ويتقوّى بهم إن كانوا صالحين، كما حكى الله تعالى عن نبيِّه موسى – عليه الصلاة والسلام – حين رأى أن الله قد بعثه وكلّفه بالرسالة وأرسله إلى بني إسرائيل، وجد أن الأمر فيه مشقّة، فسأل الله تعالى أن يُرسل معه أخاه هارون، فقال: {واجعل لي وزيرًا من أهلي * هارون أخي * اُشْدُدْ به أزري * وأشْرِكْه في أمري * كي نسبِّحك كثيرًا * ونذكرك كثيرًا}، فالصحبة مُعينة على الطاعات، مثبّتة عليها. هذا الأمر الأول.
الثاني: أن تتعودي صرف ذهنك تمامًا عن الانشغال بما يَرد عليك من الوساوس والشكوك، فتشتغلين بغيرها، ولا تبحثين في تفاصيلها أو الإجابة عن أسئلتها واستفساراتها، فذلك هو علاجُها الناجع المفيد، وأن تتعوّذي بالله تعالى عندما تَرِد عليك.
الثالث: أن تُكثري من التعوّذات الشرعية، كقراءة المعوذتين، والاستعاذة بالله تعالى على الدوام، والمواظبة على الأذكار، خاصّة الأذكار الموظفّة خلال اليوم والليلة، يعني: أذكار النوم والاستيقاظ وأذكار أدبار الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، ونحو ذلك من الأذكار التي تُقال في اليوم والليلة.
فإذا سلكت هذا الطريق وصبرت عليه فإنك ستجدين نفسك قد تخلصت من هذه الحالة السيئة التي يُريد الشيطان أن يُوقعك فيها.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، ويتولى عونك.